الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلاف في الفطر باستعمال قطرة الأذن

السؤال

أريد أن أعرف كيف يصل الماء إلى الدماغ من الأذن حيث يفطر، وهل هو مجرد دخول الماء صماخ الأذن؟ أم دخول الماء إلى الأذن ـ كما يحدث في بعض الأحيان ـ حيث عندها لا يخرج إلا بهز الرأس؟ أم غيره؟ وما معنى تعمد فتح الفم حتى دخول الغبار إلى الجوف الذي يفطر ـ كما يقول النووي في المجموع؟ وهل هو تعمد عدم إطباق الفم رغم رؤية الغبار، كمن يجلس في مكان به غبار ولا يغلق فمه؟ أم تعمد دخول الغبار إلى الفم بفتحه؟....
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد دخول الماء إلى داخل صماخ الأذن مفطر عند من يقول بالفطر بما دخل من الأذن، جاء في مغني المحتاج ممزوجا بالمنهاج: والتقطير في باطن الأذن وإن لم يصل إلى الدماغ... مفطر في الأصح. انتهى.

ونحو ذكر في النهاية، والتحفة، قال الشرواني في حاشيته: قَالَ فِي شَرْحِ الْبَهْجَةِ، لِأَنَّهُ نَافِذٌ إلَى دَاخِلِ قِحْفِ الرَّأْسِ وَهُوَ جَوْفٌ. اهـ.

وللشافعية قول آخر بعدم الفطر بالتقطير في الأذن، قال النووي في المجموع:.... والثاني: لا يفطر، قاله أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِي بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ وَبِالْجِيمِ، وَالْقَاضِي حُسَيْنٌ، وَالْفُورَانِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْغَزَالِيُّ كالاكتحال، وَادَّعَوْا أَنَّهُ لَا مَنْفَذَ مِنْ الْأُذُنِ إلَى الدِّمَاغِ، وَإِنَّمَا يَصِلُهُ بِالْمَسَامِّ كَالْكُحْلِ، وَكَمَا لَوْ دَهَنَ بَطْنَهُ، فَإِنَّ الْمَسَامَّ تَتَشَرَّبُهُ وَلَا يُفْطِرُ، بِخِلَافِ الْأَنْفِ، فَإِنَّ السُّعُوطَ يَصِلُ مِنْهُ إلَى الدِّمَاغِ فِي مَنْفَذٍ مَفْتُوحٍ. انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 164955.

ونرجو إرسال باقي أسئلتك في رسائل مستقلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني