الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود التعامل مع الحماة

السؤال

يصدر عن حماتي أشياء ما تضايقني خاصة كلما حاولت أن أحسن لها بالمعاملة، أريد أن أعرف مدى حدود التعامل، مع العلم بأنني أصبحت أتضايق كلما رأيتها ولا أريد أن أغضب الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في التعامل بين المسلمين أنه يقوم على المودة والرحمة والعطف والتسامح في الأقوال والأفعال، قال عز وجل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83].

وقال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء:53].

وقال: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29].

وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى." رواه مسلم وغيره.

وقال صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء." رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها." رواه البخاري وغيره.

فهذه النصوص وأمثالها كثير تدل على أهمية تنمية هذه الروح، ورفع درجتها في حياة المسلمين عامة، فإذا كانت علاقة التعامل تندرج تحت درجة أخرى من القرابة غير الإسلام، كالنسب والرحم والجوار، تأكد العمل بهذه المعاني، والسعي في تقويتها وإن حماة المرأة "أم زوجها" لا يجب على زوجة ابنها أن تصلها أكثر مما تصل غيرها من المسلمين، وهذا لا ينفي معاملتها بالحسنى، والتودد إليها والرفق بها، وتحمل أذاها، بل الأفضل أن تفعل ذلك، رعاية لزوجها وحفاظاً على شعورها وكسباً لودها وطاعة الزوج في مثل هذا البر من حسن عشرته وكسب مودته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني