الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم إقامة علاقة عاطفية قبل الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن استشير في موضوع علاقتي أثناء الدراسة بشاب في نفس المعهد، أعجبت بأخلاقه وقد تعارفنا وتواعدنا على الزواج على أساس اختياره له لتواضعه وصدقه وأمانته مع زملائه خلال فترة الدراسة واهتمامه بأمور دينه، المهم أنه وعدني بالزواج وهو ما زال طالبا ولا يشتغل مرتَّ سنة ونصف تقريبا وبدأ يشتغل وطوال هذه الفترة لا أهلي ولا أهله يعلمون بموضوع ارتباطنا بعدها صرحنا لأهلي وها هو الآن يملك سكنا ونخطط للزواج في هذه السنة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أود أن أعرف إذا كان هذا الطريق صحيحاً في اختياري له أو أنه طريق فاسد، مع العلم بأنا كنا نتحدث على عواطفنا المشتركة ولكن بعد فترة بقي الاتصال لمجرد الاستفسار عن الأهل والأحوال وتبنا إلى الله أفيدوني أفادكم الله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن التمسك بالدين والخلق هو المعيار الأساسي لاختيار الزوج لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه . رواه الترمذي.
ولكنك أيتها الأخت السائلة أخطـأت خطأً بالغاً بإقامة علاقة حب مع هذا الشاب ترتبت عليها لقاءات ومحادثات غرامية ونظرات ... إلخ.
وكل هذا لا يحل للمرأة المسلمة مع رجل أجنبي عنها، فالله تعالى يقول: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ [النور:31].
وقال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان . رواه الترمذي وهو صحيح.
بالإضافة إلى حرمة هذه العلاقة شرعاً، أثبتت الدراسات أن أغلب حالات الزواج التي جاءت عن طريق علاقة حب قبل الزواج فشلت وما لبثت بعد الزواج أن انفصمت عراها وتقطعت أوصالها، فالواجب عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فإنه لا تحل لك مواصلة الاجتماع به، ولا الحديث إليه في مثل هذه المواضيع، وهو إن كان صادقاً فليتقدم لخطبتك من أهلك ولينه تلك العلاقة بالزواج ولا يتمادى في الباطل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني