الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول الزوج: والله هطلقك، أصلا أنا مطلقك، وفي نيتي أنني هطلقك

السؤال

قول الزوج لزوجته: والله هطلقك، أصلا أنا مطلقك، وفي نيتي أنني هطلقك ـ هل يقع به طلاق؟ وقد سألت أكثر من شيخ فمنهم من يقول إنه يقع، ومنهم من يقول إنه لا يقع، فبأي الرأيين آخذ، فالبعض يقولون إن هذا اللفظ يعتمد على النية، وزوجي قال والله ما كان في نيتي الطلاق أبدا، وقد سألته: هل كنت تريد الإخبار بالطلاق أم الإنشاء؟ فقال لم يكن الطلاق على بالي أبدا، ونيتي لم تكن الطلاق أبدا، ومع كثرة سؤاله عن الطلاق وإهمالي لبيتي وبناتي وإصابتي بواسواس قهري في الطلاق، قال لي أنا المسؤول أمام الله عن الطلاق، فهل فعلا هو المسؤول أمام الله، مع العلم أنها الطلقة الثالثة؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقول الزوج لزوجته: والله هطلقك، وفي نيتي أني هطلقك ـ يعتبر وعدا بالطلاق، ولا يترتب عليه الطلاق، إذا لم يف بوعده، وتراجع الفتويان رقم: 185235، ورقم: 278713.

لكن يلزم الزوج أن يكفر عن يمينه في الصيغة الأولى، لحنثه بترك التطليق في الوقت الذي نوى الطلاق فيه، أو بفوات آخر زمان الإمكان ـ وهو موت أحد الزوجين ـ إن لم يعين وقتاً للطلاق، وانظري الفتوى رقم: 203128.

أما قوله: أصلا أنا مطلقك ـ فيعتبر إخبارا بالطلاق، فإن كان الزوج كاذبا في ذلك، فالراجح عندنا أنه لا يقع طلاقه ـ ديانة ـ وانظري الفتوى رقم: 23014.

وبناء على ما سبق، فإن الطلاق غير حاصل بالصيغ المذكورة مادام الزوج كاذبا في الصيغة الأخيرة ـ كما يظهر من كلامه ـ وكذا إذا لم يف بوعده في الصيغتين الأوليين، وحيث إنه أخبرك بأنه لم يقصد الطلاق، فمعناه أنه كاذب فيما أخبر به، ومن ثم فأنت باقية في عصمته، ونوصيك بتجاهل الوساوس وطرحها جانبا حتى لا تُفسد عليك أمورك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني