الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يتحدث مع النساء ويداعب ذكره وهو صائم

السؤال

ما حكم الصائم الذي يتكلم مع النساء في مواضيع جنسية صريحة أثناء صيامه، ويداعب عضوه الذكري بدون إنزال المني أثناء الصيام؟ وهل الأفضل له أن يفطر سواء كان الصيام فرضا أو نفلا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكلام مع الأجنبية في مثل هذا الموضوع لا يحل، وهو سبيل يقود إلى الفواحش والمنكرات، ويتأكد التحريم إذا كان الشخص صائمًا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري.

وليس معنى ذلك أن نأمره بالفطر أو أنه الأفضل له، ولكن لا شك أن هذا يؤثر على صومه بالنقص، جاء في المرعاة: وقال ابن بطال: ليس معناه يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور، وما ذكر معه وهو مثل قوله: من باع الخمر فليشقص الخنازير ـ أي يذبحها ـ ولم يأمره بذبحها، ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر، وكذلك حذر الصائم من قول الزور والعمل به، ليتم له أجر صيامه. انتهى.

فالواجب على الصائم الحذر من مثل هذا القول والفعل، والتوبة النصوح منه إن زل وفعل، وانظر الفتوى رقم: 261946.

وإن ترتب خروج المني على الكلام معها، فلا يفسد الصوم على المُفتى به عندنا، وذلك لأنه أخف في الوصول إلى الشهوة من تكرار النظر، وتكرار النظر قد مرت فتوانا بأن الإنزال بسببه لا يفسد به الصوم، مع أن كثيرا من أهل العلم يفسد الصوم عندهم به، وانظر الفتوى رقم: 215368، وتوابعها.

وقد بينا في الفتوى رقم: 292831، منع العبث بالذكر طلبا للذة.

فإن ترتب على ذلك الاستمناء، فقد بينا تحريمه وما يترتب عليه في الفتويين رقم: 7170، ورقم: 113612.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني