الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من اقتراف المعاصي في مكة

السؤال

ما الفرق بين الحرام في الحرم المكي وفي غيره؟ وهل هناك حرام في مكة وحلال في غيرها؟ وما الساعة من النهار التي أُحلت للرسول؟ وما حكم جهاد الطلب وجهاد الدفاع في الحرم المكي؟ ومتى يحل القتل فيه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأمكنة والأزمنة المعظمة شرعًا يعظم فيها ثواب الطاعة, كما تعظم عقوبة المعصية, فارتكاب المحرم -مثلًا- في مكة يكون إثمه أشد من ارتكاب ذلك المحرم خارجها, وإليك بعض كلام أهل العلم في هذه المسألة؛ قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: وإنما خص رمضان بالذكر وإن شاركه غيره في هذا؛ لأن المعصية فيه أشد، إذ المعاصي تغلظ بالزمان والمكان، فمن عصى الله في الحرم أعظم حرمة ممن عصاه خارجًا عنه، ومن عصاه في مكة أعظم حرمة ممن عصاه في خارجها. انتهى.

وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: زيادة الوزر كزيادة الأجر في الأزمنة والأمكنة المعظمة. قال الشيخ تقي الدين: المعاصي في الأيام المعظمة والأمكنة المعظمة تغلظ معصيتها وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان. انتهى كلامه. وهو معنى كلام ابن الجوزي وغيره. انتهى.

وبما أن الأخ السائل أدخل عدة أسئلة، فإننا قد أجبنا عن سؤاله الأول، ونرجو أن يرسل باقي أسئلته بشكل مستقل سؤالًا سؤالًا؛ لتتم الإجابة عنها لاحقًا -بحول الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني