الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب تعيين النية في كل صوم واجب

السؤال

عليّ صيام عدة أيام، منها نذور، ومنها قضاء حيض، فنويت في الليل صيام يوم، وصمت بالفعل، ولكن دون تحديد، وفي منتصف نهار اليوم الذي صمته تذكرت ذلك، ونويت أن يكون هذا اليوم قضاء، وليس نذرّا، فهل صيامي باطل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالصيام إذا كان من أجناس مختلفة, كصوم القضاء, وصوم النذر, فلا بد من تعيينه بالنية، ولا يجزئ فيه مطلق نية الصوم, قال ابن قدامة الحنبلي في المغني: فصل: ويجب تعيين النية في كل صوم واجب, وهو أن يعتقد أنه يصوم غدًا من رمضان, أو من قضائه, أو من كفارته, أو نذره ....اهـ.

وقال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: قوله: وما بقي لم يجز إلا بنية معينة مبيتة ـ أي ما بقي من الصيام، وهو قضاء رمضان، والكفارات، وجزاء الصيد، والحلق، والمتعة، والنذر المطلق، لا يصح بمطلق النية، ولا بنية مباينة، ولا بد فيه من التعيين؛ لعدم تعين الوقت له، ولا بد فيه أيضًا من النية من الليل، أو ما هو في حكمه، وهو المقارنة لطلوع الفجر، بل هو الأصل؛ لأن الواجب قران النية بالصوم لا تقديمها. انتهى.

وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 141172.

وبناء على ما سبق؛ فما فعلته السائلة لا يعتبر صومًا مجزئًا عن صوم القضاء، ولا صوم النذر, ولا بد لها قبل طلوع الفجر أن تعين بالنية ما تريد أن تصومه غدًا من نذر، أو قضاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني