الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدم الذي ينزل بعد ثلاثة عشر يوما من الطهر هل يعد حيضا

السؤال

أشكركم كثيرًا على مجهوداتكم في مساعدتنا على تقوى الله، ونسأل الله لكم التوفيق.
لدي دورة غير منتظمة دائمًا، وأخذت بعض الأدوية لمساعدتي على الحمل -بإذن الله-، ولكن الله لم يأذن لي بعد، ولكن المشكلة أنني بعد تلك الأدوية لدي دورة تمتد إلى 11 يومًا، وهذا شبه طبيعي، فأيامي من 9 إلى 15 يومًا، غير ثابتة، ولكن المشكلة هي أن أيام الطهر أصبحت أقل من 15 يومًا، فتأتي دورتي حوالي كل 24 يومًا منذ أن أخذت ذلك الدواء، وبذلك تكون أيام نزول الدم هي 11 يومًا تقريبًا، وأيام الطهر هي 13 أو 14 يومًا، علمًا بأنه دم واضح جدًّا، وليس فقط دمًا بنيًّا ضعيفًا.
فهل أصلي وأمارس كل حياتي كغير الحائض حتى تكتمل أيامي 15 يومًا أم أتوقف عن كل ما هو مباح؟ وهل يحسب يوم الغسل من أيام الطهر أم لا؟ علمًا بأنني غالبًا ما أغتسل بعد العشاء لأكون على يقين من توقف الدم، لعدم نزول قصة بيضاء.
وشكرًا لسعة صدركم، وأرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن أقل الطهر مختلف فيه بين أهل العلم، والجمهور على أنه 15 يومًا، ويرى الحنابلة أنه 13 يومًا، وانظري الفتوى رقم: 96616.

وما دام الدم يأتيك بعد 13 أو 14 يومًا فهو حيض جديد في المشهور عن الحنابلة، ونرى أن من المناسب الأخذ بقولهم هنا لاطراد المسألة لديك، ولكون قولهم فيها قويًّا، كما أشرنا في الفتوى المحال عليها.

وعليه؛ فالمسألة واضحة، وهي: أن الدم الذي يأتيك يعتبر كله حيضًا ما لم يتجاوز 15 يومًا، وهو لا يتجاوزها- كما ذكرت-، ثم الدم الذي يأتيك بعد 13 يومًا من الطهر يعد حيضًا جديدًا، وبذا تكون مدة حيضك -طبقًا لما ذكرت- 11 يومًا، وتكون مدة طهرك 13 أو 14 يومًا، ولا تنتظري اكتمال 15 يومًا، بل عندما يأتيك الدم قبلها بيوم أو يومين فاعتبريه حيضًا، خاصة أنه دم واضح لا لبس فيه -كما تقولين-.

وأما يوم الغسل وهو اليوم الذي توقف فيه الدم، هل يحسب من أيام الحيض؟ فانظري فيه الفتوى رقم: 125583.

لكن الحائض مطالبة على كل حال بأداء الصلاة التي طهرت في أثناء وقتها، كما سبق ذكره في الفتوى رقم: 32550.

ومن ثم فإن ما تقوم به السائلة من تأخير الغسل إلى ما بعد العشاء لا يجوز إن كانت قد رأت إحدى علامتي الطهر، وهما: الجفوف أو القصة البيضاء، فأيتهما وجدت أولًا لزمها أن تغتسل وتصلي، ولا تنتظر من رأت الجفوف حتى ترى القصة، بل إنها تبادر بالاغتسال، ولها جميع أحكام الطاهرات، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 142801، 138969، 135974.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني