الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاني الشهور الهجرية وأيام الأسبوع

السؤال

ما معانى الشهور الهجرية؟ أي لماذا سمي ربيع أول مثلا بهذا الاسم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذكر ابن كثير رحمه الله (جـ2 صـ355) سبب هذه التسميات فقال: فصل ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء جمعه سماه المشهور في أسماء الأيام والشهور، أن المحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وعندي أنه سمي بذلك تأكيداً لتحريمه لأن العرب كانت تتقلب به فتحله عاماً وتحرمه عاماً قال: ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والأسفار يقال صفر المكان إذا خلا ويجمع على أصفار كجمل وأجمال، وشهر ربيع الأول سمي بذلك لارتباعهم فيه والارتباع الإقامة في عمارة الربع ويجمع على أربعاء كنصيب وأنصباء وعلى أربعة كرغيف وأرغفة، وربيع الآخر كالأول، وجمادي سمى بذلك لجمود الماء فيه، وكانت الشهور في حسابهم لا تدور، وفي هذا نظر إذ كانت شهورهم منوطة بالأهلة فلا بد من دورانها فلعلهم سموه بذلك أول ما سمى عند جمود الماء في البرد كما قال الشاعر:
وليلة من جمادى ذات أندية لا يبصر العبد في ظلمائها الطنبا‌
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة حتى يلف على خرطومه الذنبا
ويجمع على جماديات كحباري وحباريات وقد يذكر ويؤنث فيقال جمادى الأولى والأول وجمادى الآخر والآخرة، رجب من الترجيب وهو التعظيم ويجمع على أرجاب ورجاب ورجبات، شعبان من تشعب القبائل وتفرقها للغارة ويجمع على شعابين وشعبانات، رمضان من شدة الرمضاء وهو الحر يقال رمضت الفصال إذا عطشت، ويجمع على رمضانات ورمضانين وأرضمة، قال: وقول من قال إنه اسم من أسماء الله خطأ لا يعرج عليه ولا يلتفت إليه، قلت: قد ورد فيه حديث ولكنه ضعيف وبينته في أول كتاب الصيام، شوال من شالت الإبل بأذنابها للطراق قال ويجمع على شواول وشواويل وشوالات، القعدة بفتح القاف قلت وكسرها لقعودهم فيه عن القتال والترحال ويجمع ذوات القعدة، الحجة بكسر الحاء قلت وفتحها سمي بذلك لإقامتهم الحج فيه ويجمع على ذوات الحجة.
أسماء الأيام أولها الأحد، ويجمع على آحاد وأوحاد ووحود، ثم يوم الاثنين ويجمع على أثنانين، الثلاثاء يمد ويذكر ويؤنث، ويجمع على ثلاثاوات وأثالث ثم الأربعاء بالمد، ويجمع على أربعاوات وأرابيع، والخميس يجمع على أخمسة وأخامس، ثم الجمعة بضم الميم وإسكانها وفتحها أيضاً، ويجمع على جمع وجماعات، السبت مأخوذ من السبت وهو القطع لانتهاء العدد عنده، وكانت العرب تسمي الأيام: أول، ثم أهون، ثم جبار، ثم دبار، ثم مؤنس، ثم العروبة، ثم شيار، قال الشاعر من العرب العرباء العاربة المتقدمين:
أرجي أن أعيش وإن يومي === بأول أو بأهون أو جبار
أو التالي دبار فإن أفته === فمؤنس أ و عروبة أو شيار .
انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني