الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف العلماء في ثبوت قصة أكل هند بنت عتبة كبد حمزة بن عبد المطلب

السؤال

هل أكلت هند بنت عتبة رضي الله عنها كبد حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه القصة مشهورة لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب السيرة والتاريخ، وهي مع ذلك مما اختلف أهل العلم في الحكم عليها بالقبول أو الرد، فقد ذكرها صاحب كتاب: (ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية)الدكتور محمد بن عبد الله العوشن، وذكر أن ممن رواها ابن إسحاق في السيرة بسند مرسل، والإمام أحمد في مسنده، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في (البداية): تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف، من جهة عطاء بن السائب، فالله أعلم. قال الشيخ الألباني: وهذا هو الصواب، خلافًا لقول الشيخ أحمد محمَّد شاكر: إنه صحيح، فإنه ذُهل عما ذُكر من سماعه منه في الاختلاط. انتهى.
وهذه الحديث الذي رواه أحمد وضعفه ابن كثير والألباني قد صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند، حيث قال: إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 109 - 110 وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". ونقله ابن كثير في التفسير 2: 262 - 263 والتاريخ 4: 40 - 41، وقال في التاريخ: "تفرد به أحمد، وهذا إسناده فيه ضعف أيضاً من جهة عطاء بن السائب". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 84 - 85 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة وابن المنذر. وتعليل الإسناد بعطاء غير جيد، فإن حماد بن سلمة سمع منه قبل اختلاطه. انتهى. وكذلك حسنه شعيب الأرنؤوط ومن معه في تحقيق المسند. وحسن القصة أيضا الشيخ علوي السقاف في كتابه (تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن) فقال: قصة تمثيل هند بنت عتبة بحمزة رضي الله عنه، وقوله: (وقد جاءت هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، فبقرت بطن حمزة، وأخرجت كبده، ولاكتها، فلم تقدر عليها، فألقتها). (1/466) . حسن.
ذكرها ابن إسحاق بسند منقطع، ورواها: ابن أبي شيبة، وأحمد؛ من حديث حماد بن سلمة عن عطاء ابن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعطاء اختلط، وحماد ممَّن سمع منه قبل وبعد الاختلاط. وروياها أيضاً من وجه آخر من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه. انتهى.
وعلى أي حال فإذا قلنا إن القصة صحيحة فلا يخفى أن هندا ـ رضي الله عنها ـ قد أسلمت وحسن إسلامها، والإسلام يجب ما قبله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني