الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضم الموظف بعض السلع لبعض ليربح الفارق لنفسه

السؤال

أعمل في شركة بيع، وعندي منتج إذا بعته للعميل مع منتج آخر يكون سعره مثلًا ٦٥٠، بحيث إن سعر المنتج الأول ٣٠٠، والمنتج الثاني سعره ٤٥٠، لكني إذا بعتهما مع بعض يكون هناك خصم ١٠٠ ريال في سعر المنتج الثاني، ويصبح مجموع السعر ٦٥٠، وإذا طلب العميل المنتج الثاني بمفرده يكون سعره ٤٥٠، فهل يجوز أن أدخل هذا المنتج، مع المنتج الأول؛ لكي أوفر على نفسي ١٠٠ ريال، وأسدد العجز المطلوب مني من الشركة؟ أو آخذ هذا المبلغ لنفسي دون علم العميل، أو الشركة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالموظف وكيل عن الشركة التي يعمل بها، وضمه للسلعة التي يريدها، أو يريد التحايل بها مع سلعة الزبون ليربح الفارق، بمنزلة تربح الوكيل من شرائه من نفسه، والوكيل لا يجوز له أن يشتري من نفسه بدون علم موكله، بل إن من أهل العلم من منع ذلك مطلقًا، وانظر الفتوى رقم: 194599، وما أحيل عليه فيها.

وعلى فرض الإذن في ذلك من قبل جهة عمله، فإن الربح لا يستحقه وحده، بل يستحقه هو والزبون معًا؛ لأن خصم الثمن من السلعتين، لا من إحداهما.

ومن ثم؛ فلا يجوز للموظف فعل ذلك دون إذن جهة عمله، ولو أذنت، فلا بد من إعلام بالزبون أيضًا، الذي يضم سلعته إليه؛ لما بيناه، وإلا كان غاشًّا، آكلًا لمال غيره بالباطل، وهذا محرم شرعًا، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني