الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية وعدد قراءة المعوذات دبر الصلوات والصباح والمساء

السؤال

تكرار المعوذات دبر كل صلاة مرة واحدة، ودبر صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات، هل هو صحيح؟ لأنني سمعت الخطيب في صلاة الجمعة ينبه على أنها تقرأ مرة واحدة فقط في كل الصلوات، وأن تكرارها خطأ شائع، وهي تكرر ثلاث مرات فقط إذا أردت بها أذكار الصباح والمساء، فهل ننبه الأئمة على هذا الخطأ المنتشر باللوحات في المساجد؟.
وجزاكم الله خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قراءة المعوذات دبر كل صلاة ورد فيها حديث صحيح رواه النسائي في السنن، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ. وصححه الألباني.

كما ورد في تكرارها ثلاث مرات في الصباح والمساء حديث صحيح أيضا، فقد روى أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وحسنه الألباني.

وعليه؛ فإن قراءتها دبر كل الصلوات المكتوبة مشروعة، لكن مرة واحدة، وأما تكرارها ثلاث مرات: فهو في الصباح والمساء -كما رأيت- ولذلك فإن كان حقا يكتب في اللوحات أنها تكرر دبر كل صلاة وكان ذلك الأمر شائعا بين المصلين. فينبغي التنبيه على أن تكرارها ثلاث مرات، إنما ورد الأمر به في الصباح والمساء فقط دون أدبار الصلوات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني