الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة والصيام حال وجود كدرة بعد الطهر

السؤال

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء: أتتني الدورة الشهرية واستمرت ستة أيام ونصف، وعندما رأيت الجفوف بعد الكدرة بربع ساعة اغتسلت لألحق بالصيام وصلاة اليوم التالي، ثم صمت وصليت يومين، ولم أر أي علامة تبين لي أنني غير طاهرة... وعندما ذهبت إلى الحمام ومسحت بالمنديل ظهرت معي قطعة فيها لزوجة نوعا ما ولونها بني من يراها لا يعرف هل هي كدرة أم دم؟ وبعدها ظهرت معي خيوط بنية صغيرة تارة ومتوسطة تارة، وتارة فاتحة، وتارة غامقة، وأشكل علي هل هي دم أم لا؟ وهذه الخيوط البنية استمرت معي يومين صمتهما وصليت جميع الأوقات، ولكنني لم أغتسل، فهل هذه بقايا من الحيض أم ماذا؟ وهل صومي وصلواتي في اليومين صحيحان؟ مع أنني مصابة بالوسوسة في الطهارة والصلاة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد رأيت علامة الطهر ثم اغتسلت وصليت وصمت، فقد فعلت ما وجب عليك، وما رأيته بعد ذلك مما تشكين في كونه دما، فالأصل أنه ليس بدم حيض، إذ لا يثبت عود الحيض بمجرد الشك، بل هذه الإفرازات من الكدرة العادية فيما يظهر والمبين حكمها في الفتوى رقم: 134502.

ومن ثم، فلا تعد هذه الكدرة حيضا، وصومك وصلاتك حال رؤيتها صحيحان، لكن يجب عليك الاستنجاء منها إذا تحققت خروجها ثم الوضوء للصلاة، وانظري الفتوى رقم: 178713.

وعليك أن تعرضي عن الوساوس ولا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم. وبما بيناه يتضح جواب أسئلتك، وأن الظاهر كون هذه الإفرازات ليست حيضا، وأن صومك والحال ما ذكر صحيح، وأن الواجب عليك الاستنجاء لخروج هذه الإفرازات والوضوء، وإن كان خروجها مستمرا فإنك تتوضئين لكل صلاة وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني