الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المكافآت التشجيعية التي تعطى مقابل استخدام البطاقة البنكية

السؤال

أولا شكرا لكم جزيل الشكر على خدمتكم.
أردت التعليق على إجابتكم على سؤالي رقم: 2606973. يبدو أن هناك خطأ في فهم السؤال، حيث إنكم استنتجتم أن الهدايا تعطى مقابل وضعي لأموال في حساب البنك، لكن هذا غير دقيق لعدة أسباب:
1- أن هذه الأموال تعطى مقابل استخدام البطاقة المصرفية، فالغرض منها تحفيزي لاستخدام بطاقتهم، التي تعود عليهم بربح عند كل عملية، علما أنه توجد طرق أخرى للدفع هنا، لكن هذه الهدايا لا تُعطى إلا عندما أدفع باستخدام هذه البطاقة المصرفية (والتي هي اختيارية، ولا يُشترط علي طلبها)، وكما قلت ما يحصل أن البنك يتشارك مع العميل بجزء يسير من العمولة، التي يقتطعها من التاجر عندما أستخدم البطاقة في المحل التجاري.
2- أن هذا البنك بالذات هو في الحقيقة يسمح بربط حساب بنك جاري خارجي، عوضا عن إيداع نقود داخله، وعندما أستخدم البطاقة عند محل تجاري ما، مع عدم وجود رصيد بالحساب، فهو يقوم بسحب قيمة العملية بالضبط من حساب بنكي الخارجي. أي أنه يمكنني أن أترك رصيدي بقيمة صفر دولار عند هذا البنك، وبالرغم من هذا أستفيد من البطاقة المصرفية. الشرط الوحيد للاستفادة من خدمة الربط هذه: أن أقوم ببناء ثقة بيني وبينهم، ويتم ذلك بأن أقوم عند فتح حساب جديد بتحويل مبالغ عدة من البنك المربوط عن طريق الإنترنت بنجاح لفترة ما، وعندما يثق البنك بأن حسابي المربوط عادة يغطي تكاليفي، فهو كما قلت يسمح لي حينها بأن أترك رصيدي لديهم بقيمة صفر دولار، والاستفادة من البطاقة التي يقدمونها -بطريقة الربط الخارجي كما شرحت- بالإضافة إلى الهدايا التي تعطى آخر الشهر، بناء على استخدامي للبطاقة.
3- أنه كما ذكرت لكم، أن هذه الهدايا تعطى في آخر الشهر، وبناء على الفتاوى التي أحلتموني إليها، فإنه يمكن قبول الهدايا بعد وفاء الدين، أي لو أني قمت بإفراغ حسابي البنكي قبل نهاية الشهر، سيقوم البنك بإعطائي الهدية بغض النظر عن ذلك، فهذا يدل على أن هذه الهدية غير مرتبطة بالدين، بل هي مرتبطة كما شرحت سالفا باستخدامي للبطاقة.
بناء على ما سبق، ماذا يكون حكم قبول هذه الهدايا والانتفاع بها، وخاصة في الحالتين التاليتين:
1- إذا كنت قد قمت بإفراغ حسابي لديهم عند وقت إضافة الهدية إلى رصيدي؟
2- إذا كان لدي رصيد في حسابي عند وقت إضافة الهدية في آخر الشهر، مع معرفة أن الهدية تُعطى بغض النظر عن وجود رصيد من عدمه في الحساب الجاري؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر كما ذكرت، من أن البنك مصدر البطاقة يقوم بخصم قيمة العملية من حسابك الجاري في البنك الآخر، فليست العلاقة بينك وبينه علاقة قرض، ولكنها قد تكيف على أنها وكالة، أي أنك توكله في سحب المبلغ من حسابك الجاري، ودفعه إلى التاجر, وفي هذه الحالة لا مانع من قبول المكافآت التشجيعية التي تعطى مقابل استخدام البطاقة، والتي هي نسبة مما يحصل عليه البنك مصدر البطاقة من التاجر.

وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، في دورته الثانية عشرة، بالرياض: .... جواز أخذ البنك المصدر من التاجر عمولة على مشتريات العميل منه، شريطة أن يكون بيع التاجر بالبطاقة، بمثل السعر الذي يبيع به بالنقد...إلخ.

وبالتالي، فالعبرة هنا إنما هي سبب تلك المكافآت.

وعليه؛ فسواء أكان لك رصيد بالبنك أم لا، فإنه لا حرج في الانتفاع بها ما دام سببها هو استخدام البطاقة فيما هو مباح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني