الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليق الشيخ الألباني على حديث"أقل الحيض ثلاث.."

السؤال

بسن الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أريد كلام المحدث الشيخ ناصر -رحمه الله - في الضعيفة تحت الحديث أقل الحيض ثلاث .. و هو برقم 1414 و قد سئل شيخ الإسلام إلى أن قال هذا أعدل و أوجز... أي ما ورد تحت هذا الحديث
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أورد الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة حديث أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ أقل الحيض ثلاث وأكثره عشر. وقال منكر رواه الطبراني في الأوسط.. ونقل طرق الحديث وبين ضعفها، وأنه لا يقوي بعضها بعضا لشدة ضعفها لأن مدارها على الكذابين والمتروكين والمجهولين، وأورد جواب شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث حيث قال عنه: باطل، بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث. وأورد تقرير الشوكاني للمسألة واعتمده، فقال: وقال الشوكاني في السيل الجرار 1142: لم يأت في تقدير أقل الحيض وأكثره ما يصلح للتمسك به، بل جميع الوارد في ذلك إما موضوع، أو ضعيف بمرة قلت -أي الألباني-: وهذا أعدل وأوجز ما يقال كخلاصة بهذا التحقيق الممتع الذي وفقني الله إليه راجيا المثوبة منه. وقال: فائدة: لقد اختلف العلماء في تحديد أقل الحيض وأكثره والأصح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية 19237 أنه لا حد لأقله ولا لأكثره، بل ما رأته المرأة عادة مستمرة فهو حيض، وإن قدر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض، وأما إذا استمر الدم بها دائما، فهذا قد علم أنه ليس بحيض، لأنه قد علم من الشرع واللغة أن المرأة تارة تكون طاهرا وتارة تكون حائضا، ولطهرها أحكام ولحيضها أحكام، وراجع تمامه فيه إن شئت، وهذا الذي رجحه ابن تيمية مذهب ابن حزم في المحلى، وقد أطال النفس كعادته في الاستدلال له والرد على مخالفه، فراجعه في المجلد الثاني منه ص 200-203 اهـ كلامه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني