الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من اغتسلت من الحيض ثم رأت دما أو كدرة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر تقريبا 18 سنة، وموسوسة، وقد خفت وسوستي ولله الحمد، لكن ما زالت في أمور الطهارة، وبالذات الاغتسال.
أغتسل لمدة ساعة تقريبا، وأمس اغتسلت من 9 مساء إلى 10 ليس هذا موضوع سؤالي، وإنما: اليوم رأيت بعد أن رجعت من المدرسة، بقعة صغيرة جدا لا أدري هل هي إفرازات، أم دم؟ أخذت بالقول الذي يرى أصحابه أن القطرة والبقعة ونحوهما لا تعد حيضا، وإنما الدم الكثير هو الحيض.
في العادة: ينتهي الدم الكثير في اليوم الخامس، أو السادس أحيانا، وأغتسل في اليوم الثامن، حتى أتأكد تماما تماما أنه لا تنزل قطرات من الدم، وفي هذه المرة اغتسلت أمس الذي هو اليوم السادس، واليوم السابع هو اليوم الذي رأيت فيه البقعة. هل أغتسل أم لا؟
ودائما هل أغتسل عندما ينقطع الدم الكثير، أم كل شيء؛ لأنه أحيانا بعد اليوم الخامس تنزل قطرات، أو إفرازات خفيفة جدا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا رأيت الدم، فإنك تعدين حائضا حتى ينقطع، ولا بد من انقطاعه وانقطاع ما يتصل به من صفرة أو كدرة، ويحصل الطهر إما برؤية الجفوف، وهو: أن تدخلي القطنة الموضع، فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، ولا يضر وجود الرطوبات البيضاء، أو برؤية القصة البيضاء، وانظري الفتوى رقم: 118817.

فإذا شككت في حصول الطهر، فالأصل بقاء الحيض حتى تتيقني الطهر، وإذا تيقنت الطهر لم يجز لك تأخير الغسل، بل عليك أن تبادري به.

وإذا اغتسلت، ثم رأيت ما تشكين في كونه دما أو غيره، فالأصل بقاء الطهر وعدم رجوع الحيض، فلا تلتفتي إلى هذا الذي تشكين فيه.

وبه تعلمين أن تصرفك المذكور صحيح، لا حرج عليك فيه، هذا عن حكم مسألتك.

ويبقى أن نحذرك من الوساوس، ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فعليك أن تغتسلي بصورة عادية، وذلك بتعميم بدنك بالماء، فإذا غلب على ظنك وصول الماء إلى جميع أجزاء البدن، فقد طهرت، بذلك، فدعي الوساوس، ولا تبالي بها مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تطهري ما يجب تطهيره، وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس، الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني