الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مشاهدة أعمال الكهانة والعرافة في المسلسلات

السؤال

سؤالي عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على كاهن، أو عراف، يخبر بشيء يحدث في المستقبل، وتكون أحداث المسلسل مبنية على ما قال.
هل تدخل مشاهدتها في حديث: من أتى عرافا؟
وهل مجرد المشاهدة على التلفاز، يدخل في إتيان العرافين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا تجوز مشاهدة، ولا سماع حلقات الكهنة والعرافين عن طريق الإذاعة أو التلفاز، سواء صدقهم أم لم يصدقهم، ومشاهدتها أو سماعها، داخل في الإتيان الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: إن بعض القنوات الفضائية، يعرضون لقاءات مع السحرة والكهان والمشعوذين، وبعض المسلمين -هداهم الله- يشاهدون هذه الفقرات من باب التسلية، ومعرفة أساليبهم وطرقهم.

ما حكم هؤلاء المشاهدين؟ هل يصدق عليهم الذهاب إلى الكهان، وأنه لا تُقبل لهم صلاة أربعين يوما؟

فأجاب: ما زال العلماء يحذرون من هذه القنوات، ويكررون التحريم، فيجب على المسلم أن يتجنبها، ولا يتساهل في شأنها، ولا يدخلها في بيته، أو في محله، يجب على المسلمين أن يحذروا منها غاية الحذر. ولا شك أنه إذا فتحها ونظر إليها، أنه يأثم بذلك؛ لأنه لم يهجرها، ولم يبتعد عنها، فيخشى عليه أن يناله هذا الوعيد، أنه لا يستجاب له صلاة أربعين يوما؛ لأنه في حكم من ذهب إلى الكهان، إذا فتح القناة عليهم قاصدا الاطلاع على ما يعرضون، فإنه في حكم من ذهب إليهم، لا فرق. انتهى.

وقال أيضا حفظه الله: لا يجوز مشاهدة السحر سواء كان حقيقيا، أو تمثيليا تخيليا، لا يجوز؛ لأنه باطل، ولا يجوز للإنسان مشاهدة الباطل؛ لأنه إذا شاهده فقد أقره، إلا إذا كان يشاهده من أجل القيام بإنكاره، والعمل على إزالته، فلا بأس بذلك، أما أن يشاهده ساكتا، ومتكلما بذلك، هذا حرام؛ لأنه لهو بالباطل. انتهى.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني