الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ

السؤال

السلام عليكم
هل تأدية الأمانة واجبة حتى مع علمي بضررها؟
فأنا مكلف ببعث رسائل بها بعض الشتائم والسب إلى شخص ما، وهذا الشخص لا يعرف شخصيتي ولا شخصية الراسل وهي لا تضر المرسل إليه ولا الراسل، ولكني على يقين بأن ضرراً كبيراً سيقع إذا انكشفت شخصيتي أو شخصية الراسل، فهل أنا على إثم مع العلم بأني أبعثها كما هي، ويكمن أن أحذف منها بعض الكلام الجارح، ومع العلم أيضاً بأن الراسل سيعلم إذا كانت الرسائل وصلت أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فليعلم أن سب المسلم إثم مبين واعتداء سافر على عرضه المصون، وفي الحديث: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه البخاري ومسلم وغيرهما. قال النووي: السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه، والفسق في اللغة الخروج، والمراد في الشرع الخروج عن الطاعة، وأما معنى الحديث فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى. ولا شك أن في إيصالك ما فيه سب وشتم لمن لا يستحق تعاوناً على هذا الفسق المبين والاعتداء الآثم، وهو ما نهى الله عنه بقوله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. وليس في إيصالك هذا النوع من الرسائل أداء للأمانة، لأن معنى الأمانة هي كل شيء لزمك أداؤه، وهذا لم يلزمك أداؤه بحكم الشرع الذي حرم السب والتعاون عليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني