الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حصول ما يفسد الصوم من النائم

السؤال

أحيانا أثناء نومي يخرج من فمي كثير من اللعاب يبتل منه خدي والوسادة، وربما يعود منه قليل إلى الفم وأنا نائمة، فما حكم الصوم في هذه الحال؟ وأحيانا بمجرد الاستيقاظ يندفع بعض من السائل النازل على أطراف فمي إلى داخل الفم من جديد، وأجد صعوبة كبيرة في منع ذلك، فما حكم الصوم والوضع كهذا؟ وما حكم صيام الأيام السابقة التي جرى لي فيه نفس الشيء؟ مع العلم أنني أحيانا كنت أقول لنفسي بأنه مفطر وهل يجب علي غسل فمي بعد الاستيقاظ حين يحدث لي هذا كي يصح صومي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت لا يفطر الصائم، ولا يزمك منه شيء، لأن ابتلاع الريق لا يفسد الصوم إلا بتعمد ابتلاعه بعد خروجه خارج الفم، كما بينا في الفتوى رقم: 67622.

ولا يجب عليك غسل الفم من اللعاب، لأنه طاهر، وانظري الفتوى رقم: 28486.

والذي يفطر الصائم إنما هو تعمد فعل ما يفسد الصوم، فإن كان نائما أو ناسيا لم يفسد الصوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه. متفق عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق. رواه أبو داود وغيره.
وقال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: لو فعل الصائم شيئاً من هذه المفطرات بغير إرادة منه واختيار فصومه صحيح.

وعلى ذلك؛ فإن صومك صحيح ـ إن شاء الله تعالى ـ ولا يلزمك غسل اللعاب إلا إذا كان ذلك بقصد النظافة.

ونوصيك بالحذر من الوساوس والاسترسال فيها، فهي بلاء عظيم إذا تمكنت من الإنسان, وليس لها علاج إلا الإعراض عنها تماما، وعدم الالتفات إليها مطلقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني