الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف بالأمانة، وقول: أمانة

السؤال

سؤالي هو: سمعت من صديقي أنه لو قال لي كلاما، وقلت له: (أمانة) وكنت أقصد مثلا سؤاله: هل هذا الكلام أمين، أي صحيح؟
سمعت أن قول أمانة، يعد من الحلف بغير الله.
فما صحة ذلك؟ وإذا كان من الحلف بغير الله. هل يمكنكم إعطائي أمثلة تقريبية على ذلك، وتبرير السبب؛ لكي تتضح لي الصورة؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأمانة في مثل هذا السياق، وبهذا القصد، ليست يمينا قطعا، ولا شيء فيها.

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن: رجل أراد أن يشتري من تاجر سلعة، فأعطاه ثلاثة أنواع منها، فقال له الرجل: تخبرني عن الأفضل من هذه السلع، وقال التاجر: بالأمانة هذا هو الأفضل، وكلا الرجلين لم يقصد يمينا، وإنما قصدهما ائتمان أحدهما الآخر في الإخبار بالحقيقة، ويسأل هل هذا يعتبر كفرا وإلحادا؟

الجواب: إذا لم يكن أحدهما قصد بقوله: بالأمانة، الحلف بغير الله، وإنما أراد بذلك ائتمان أخيه في أن يخبره بالحقيقة، فلا شيء في ذلك مطلقا، لكن ينبغي ألا يعبر بهذا اللفظ الذي ظاهره الحلف بالأمانة، أما إذا كان القصد بذلك الحلف بالأمانة، فهو حلف بغير الله، والحلف بغير الله شرك أصغر، ومن أكبر الكبائر؛ لما روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك» وقال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بالأمانة، فليس منا» وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لأن أحلف بالله كاذبا، أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا). انتهى.
وللفائدة، يرجى مراجعة هذه الفتوى: 216955.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني