الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بقول: أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين لم لا يعاني من أي مرض

السؤال

أشكركم على هذا الموقع: هل يجوز لي الدعاء بقوله تعالى: أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ـ حتى ولو لم أكن أعاني من أي مرض، وأشعر بصحة عالية ـ ولله الحمد والمنة ـ والسبب أن هذه هي دعوة أيوب عليه السلام، وهي من أسباب إجابة الدعاء؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن أفضل الدعاء ما كان بالمأثور من القرآن والسنة، وخاصة أدعية الأنبياء التي قصها علينا ربنا تعالى في محكم كتابه، وما ذلك إلا لحكم يعلمها سبحانه وتعالى، ولعل من أهم هذه الحكم هو أن نحفظها وندعوه بها، ونتقرب إليه سبحانه وتعالى بها، ولكن ينبغي أن يكون الدعاء مناسبا لحال الداعي، كما نلاحظ في أدعية الأنبياء جميعا، ولذلك فإن الذي لا يعاني من ضر أو مرض لا يناسبه الدعاء المذكور، والأفضل له أن يكون دعاؤه بحمد الله تعالى وذكره والثناء عليه، فقد ثبت في سنن الترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله.

وإنما كان الحمد لله أفضل الدعاء، لأن الحمد من جملة شكر الله تعالى، ومن شكر الله تعالى، فقد تعرض لمزيد من فضله. قال تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم { إبراهيم:7}.

وفي الحديث القدسي: يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.. الحديث. رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب.

وأما من أصابه ضر أو مرض فمن المناسب له أن يدعو بدعاء أيوب ـ عليه السلام ـ ولذلك، فإن الأولى والأفضل بالنسبة لك أن تكثر من ذكر الله تعالى، وشكره، والثناء عليه، ودعائه بالأدعية المناسبة لحالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني