الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترخص برخص السفر لمن أقام أكثر من أربعة أيام

السؤال

أنا من مصر، وسافرت إلى إيرلندا في زيارة عمل لمدة خمسة أيام، كان من المفترض أن أظل بالعاصمة أول أربعة أيام، وفي اليوم الخامس كنت سأذهب إلى مدينه أخرى تبعد 300 كم، وأعود في المساء، وعلى هذا الأساس كنت أجمع وأقصر، ولكن ما حدث أن رحلة اليوم الخامس ألغيت، وظللت بنفس المدينة لليوم الخامس، فما حكم صلاتي؟ علمًا أنني جمعت وقصرت في اليوم الخامس أيضًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الترخص برخص السفر في المدة المذكورة في السؤال؛ لأنك لم تنو ابتداء الإقامة أربعة أيام صحاح غير يوم الدخول ويوم الخروج، ولا يضر كونك بقيت اليوم الخامس أو أكثر لعذر ما؛ لأن بقاءك لا ينقطع به السفر، ما دمت لم تنو ابتداء إقامته، جاء في الهداية من كتب الحنفية: وَلَوْ دَخَلَ مِصْرًا عَلَى عَزْمِ أَنْ يَخْرُجَ غَدًا أَوْ بَعْدَ غَدٍ، وَلَمْ يَنْوِ مُدَّةَ الْإِقَامَةِ حَتَّى بَقِيَ عَلَى ذَلِكَ سِنِينَ قَصَرَ؛ لِأَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَقَامَ بِأَذْرَبِيجَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَكَانَ يَقْصُرُ. اهـ.

وفي المغني: وَإِنْ قَالَ: الْيَوْمَ أَخْرُجُ، وَغَدًا أَخْرُجُ، قَصَرَ، وَإِنْ أَقَامَ شَهْرًا، وَجُمْلَةُ ذَلِكَ: أَنَّ مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الْإِقَامَةَ مُدَّةً تَزِيدُ عَلَى إحْدَى وَعِشْرِينَ صَلَاةً، فَلَهُ الْقَصْرُ، وَلَوْ أَقَامَ سِنِينَ، مِثْلُ أَنْ يُقِيمَ لِقَضَاءِ حَاجَةٍ يَرْجُو نَجَاحَهَا. اهـ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني