الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبليغ السلام بين الوجوب وعدمه

السؤال

رجل كبير السن (وأظنه مصابا بكثرة النسيان) يحملني السلام لأسرتي كلما لقيني تقريبا بصفة شبه يومية، ولأني متزوج بعيدا عنهم، فإني أوكل أمي هاتفيا أن تبلغ السلام للأسرة، وأشعر أن أمي قد ملّت من كثرة ما وكلتها في هذا الأمر، فهل يكفي أن أبلغ أسرتي مرة واحدة فقط بأن أقول لهم إن فلانا يبلغكم السلام كلما لقيني تقريبا؟
وسؤال آخر: كيف يمكنني أن أرفض تحمل إبلاغ السلام؟ مثلا لو أن شخصا حملني إبلاغ السلام، ولم أرد عليه بشيء، أو قلت له (الله يسلمك) بدلا من أن أقول له (سأوصل سلامك إن شاء الله), فهل أنا في هذه الحالة متحمل لإبلاغ السلام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح –والله أعلم- أنّه لا يجب عليك تبليغ السلام ما لم تتحمله، قال العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب: قال أصحابنا: ويجب على الرسول تبليغه، فإنه أمانة، ويجب أداء الأمانة، وينبغي أن يقال إنما يجب عليه ذلك إذا التزم، وقال للمرسل إني تحملت ذلك، وسأبلغه له، فإن لم يلتزم ذلك لم يجب عليه تبليغه، كمن أودع وديعة فلم يقبلها. اهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري: قال النووي: في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام، ويجب على الرسول تبليغه؛ لأنه أمانة، وتعقب بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة، وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء. اهـ
وعليه؛ فإذا لم ترد على الرجل بكلام يقتضي تحملك أمانة السلام، كما لو سكتت، أو قلت له: سلمك الله ونحو ذلك، فأنت حينئذ لم تتحمل، فلا يلزمك البلاغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني