الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بقول: الذين آمنوا

السؤال

عندما يذكر الله، أو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، الذين آمنوا. هل هم الذين أتوا بالإسلام الكامل، الذي يشمل كل الآيات والأحاديث، أم قد يكون ناقصا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قول: "الذين آمنوا" أو "المؤمنون" في كلام الله وكلام رسوله، يصدق على المؤمنين إيمانًا كاملًا مطلقًا، أو على من عنده مطلق الإيمان فقط، وهو أصل الإيمان الذي بدونه يكون الإنسان كافرًا. ويتبين ذلك من خلال السياق، وانظر الفرق بين الإيمان المطلق (الكامل) وبين مطلق الإيمان، في الفتوى رقم: 132163.
هذا؛ ومن مطلق الإيمان الذي لا يكون الإنسان مؤمنًا إلا بتحقيقه: الإيمان المجمل بأن القرآن كلام الله، وأنه آخر الكتب المنزلة، وأنه حجة الله الباقية على الناس إلى قيام الساعة، وأنه به نسخت جميع الكتب من قبله، وأنه مهيمن عليها, كما قال سبحانه في وصف كتابه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ {سورة المائدة:48}، وأن ما فيه من الأخبار يجب تصديقه، وما فيه من الأحكام يجب امتثاله.
وكذلك الإيمان المجمل بما صح من السنة النبوية.
وعلى هذا؛ فمن آمن بآيات القرآن وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، على هذا النحو المجمل، فهو ممن يصدق عليه أنه من (الذين آمنوا).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني