الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من شك في الجزم في قضاء الصوم

السؤال

قضيت أياما من أيام رمضان، وبعدها بكثير سمعت عن النية، وواجب الجزم فيها، فلم أكن أعلم، أنا كنت أنوي الصوم من الليل، وشككت في الجزم، وهل كنت أجزم أم لا؟ وأذكر أنني كنت أتردد كثيرا، ولكنني أصوم. هل يجب قضاؤها مرة أخرى؟
علما أني قضيت أياما كثيرة. ومن لا يجد إطعام مسكين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النية أمرها يسير، لا يحتاج إلى كبير عناء، فمن خطر بباله أنه صائم غدا في أيّ جزء من أجزاء الليل فقد نوى، ولتنظري رقم الفتوى: 355798.

والجزم في نية الصيام أن يعزم الشخص أنه سيصبح صائما بلا تردد, كما تقدم في الفتوى رقم: 128090.

والشك في كون النية جازمة أم لا هو شك في حصول النية على الوجه المطلوب, وهذا يؤثرعلى صحة الصوم, فلا بد من التحقق من وقوع النية صحيحة, لأن الأصل عدمها حتى تثبت يقينا, قال النووي في المجموع: لأن الأصل عدم النية. انتهى

لكن على افتراض أنك كنت تشكين في حصول النية أصلا, أو في الجزم بها بعد تمام الصيام, فإن هذا لا يؤثر, وصيامك عن القضاء مجزئ, جاء في حاشية الشرواني: ولو شك بعد الغروب هل نوى أو لا؟ ولم يتذكر لم يؤثر أخذا من قولهم في الكفارة: ولو صام ثم شك بعد الغروب هل نوى أو لا أجزأ بل صرح به في الروضة. انتهى

وبخصوص قولك "ومن لا يجد إطعام مسكين" فإننا نؤكد على أن من عليه قضاء رمضان لا بدّ أن يصومه, ولا يجزئه الإطعام ولو كانت عليه أيام كثيرة؛ إلا إذا كان مريضا مرضا مزمِنا لا يرجى زواله, فإنه تكفيه الفدية عن كل يوم من أيام القضاء. وراجعي الفتوى رقم: 122779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني