الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إدراج الاسم ضمن منشأة لا يعمل بها للحصول على التأمين من الغش

السؤال

تملك أمي فرنا لإنتاج الخبز مع شريك، والحكومة تفرض عليهم التأمين على أعداد معينة. وأنا بدون عمل، فطلبت مني عمل تأمين حكومي عندهم بالفرن، يتحملون كافة مصاريفه، دون أن أتحمل شيئا. من أجل أن أحصل على تأمين صحي، ومعاش فيما بعد عند الكبر، أو لأولادي في حالة الوفاة، دون أن أعمل في الفرن، وتلح علي.
فما الحكم هل هذا حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي اتضح لنا من سؤلك أن الأم طلبت منك أن تدرج اسمك ضمن عمال الفرن الذين يشملهم التأمين الحكومي، ويستفيدون منه عند الكبر، أو الموت، أو المرض ونحوه -كما ذكرت- مع كونك لا تعمل بالفرن، ولا علاقة لك به.

وفي هذا حيلة وغش لا يجوز، فالغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان، لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه، ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضاً: من غش فليس مني. وأخرج الطبراني أيضاً: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.

وعليه؛ فلا يجوز لك أن تقبل ذلك، وتتعاون مع أمك عليه؛ قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني