الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال الجن عن مكان السحر

السؤال

أنا راقٍ شرعي، ولا يمكن الوصول للسحر المدفون إلا بإخبار الجن عن مكان السحر، أو غيره من أنواع السحر المعمول للمسحور، كأن يكون مأخوذًا من ملابسه، أو شعره، أو نحو ذلك؛ ولذلك فإني أستنطق الجن في مثل هذه الحالات، وفعلًا أصل للنتيجة، فهل في ذلك إشكال شرعي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فسؤال الجن عن مكان السحر، هو ضربٌ من الاستعانة بهم، وقد رجحنا في الفتوى رقم: 366973 عدم جواز الاستعانة بهم، وذكرنا أربعة أسبابٍ للمنع؛ فانظرها، فإنها مهمة.

وقد قيل للشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، عن بعض الناس عندهم ويستعينون بالجان، ويقولون: هذا جني مسلم، ويسألونه عن مكان السحر.

فقال: لا يجوز الاستعانة بالجن؛ لأن هذا يفتح باب الشر ... اهـ.

فلا يجوز -أخي السائل- أن تسأل الجن عن مكان السحر، وهم قومٌ يغلبُ عليهم الكذبُ، والتحايلُ، فربما وضع هو شيئًا في مكانٍ ما، ثم أخبرك أنه السحر، فَتَظُنَّ صِدْقَهُ، ثم يُخبِرُك بشيءٍ آخرَ في مكانٍ آخرَ، فَتَظُنَّ أنه بقيةُ السِّحْرِ، وهكذا يظل يتلاعب بك، ويجعلك أضحوكة.

ويكفيك أن ترقي الناس بكلام الله تعالى، وبما صح من الأدعية النبوية المباركة، وتحثهم على الاستقامة، والبعد عن المعاصي؛ فمن لزم ذلك، لم يلبث أن يشفى -بإذن الله تعالى-؛ فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا، ولا يفلح الساحر حيث أتى.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني