الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ارتكاب موانع استجابة الدعاء تمنع استجابته مطلقا؟

السؤال

هل من ماله مختلط حلال وحرام لا يستجاب دعاؤه؟ هل مرتكب الكبائر لا يستجيب الله دعاءه؟ هل من ماله وأكله حرام لا يستجاب دعاؤه نهائيا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أكل الحرام مظنة عدم استجابه الدعاء، لكنه قد يستجيب الله تعالى للداعي لسبب، أو لآخر كالاضطرار مثلاً، ولو كان متلبسا بالحرام، كما أن بعض العلماء حمل ذلك على المصر على أكل الحرام، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس؛ إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، ثم يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك. رواه مسلم، فهذا منع استجابة دعائه مع وجود أسباب قبول الدعاء التي تلبس بها، وهو كونه: في السفر، وكونه أشعث أغبر، وكونه يمد يديه إلى السماء، وكونه يتوسل إلى الله بربوبيته -يا رب، يا رب- فهذه الأسباب عارضها هذا المانع القوي، وهو التلبس بالحرام.

أما الذي اختلط ماله بالحلال والحرام، فيخشى عليه من أن يكون الجانب الحرام في ماله مانعاً، أو مظنة منع استجابة الدعاء.

وكذلك موانع استجابة الدعاء كثيرة؛ ومنها: الإصرار على الوقوع في كبائر الذنوب، فإن ذلك مظنة منع استجابة الدعاء، لكننا لا نقول بأنه لا يستجاب نهائياً لمن ماله حرام، فالله استجاب دعوة المضطرين في البحر مع كفرهم وشركهم حين دعوه مخلصين له الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني