الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية أشياء وسماع أصوات غريبة بعد الانتقال للبيت الجديد

السؤال

عندي سؤال أتمنى الإجابة عنه، ولكم جزيل الشكر، وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتكم.
العائلة مصابة بسحر قديم، كانت تعاني منه الوالدة منذ زواجها، وكانت هي أكثر المتضررين، وكانت -ولله الحمد- صابرة، وتقيم الصلاة في وقتها مع قيام الليل -والحمد لله-، وبعد الانتقال لبيت جديد منذ شهر، وبعد رجوع الوالد والوالدة -أطال الله في عمرهم- انقلب البيت رأسًا على عقب، فبدأت الأخت الصغيرة في البيت برؤية أشياء، وإخراج إبر عليها سلك ملفوف، وقد أخرجت أكثر من عشرين إبرة من أرجاء المنزل، ثم بدأت تسمع أحدًا يكلمها، وهو الذي يريها الأشياء، وبدأت ترى أشخاصًا على هيئة بشر، ولكن دون ملامح، يظهر منهم العينان فقط، ثم بدأت الأخت الأكبر منها برؤية طفلة تلاحقها دائمًا في أرجاء البيت، وفي بعض الأحيان ترى امرأة تقرأ القرآن في حجرة استقبال النساء، وترى أشياء أخرى.
والعائلة كلها تصلي -والحمد لله-، فأتمنى أن تفيدوني بشيء؛ لأننا أصبحنا في دوامة لم نجد لها نهاية، فقد أتينا بشيخ ليرقي البيت، وأعطانا ماء رقيةً، والكل تضايق عند شربه، فأنا ظهر على جسمي طفح جلدي غريب، وأخي يدرس الطب ولم يعد يستطيع الدراسة، وأخي الآخر يظهر أمامه شخص لا يعرفه أحيانًا، فأتمنى أن تفيدوني بحل، ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يذهب عنكم الهمّ، ويفرج الكرب، ولا شك في أن ما أنتم فيه نوع من البلاء، فأول ما نرشدكم إليه الصبر، فهو مفتاح لكل خير، وعاقبته حسنة- بإذن الله-، وانظر في أدلة فضله الفتوى رقم: 18103.

ثانيًا: الحرص على الدعاء والالتجاء لرب الأرض والسماء، فما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، وهو من يجيب دعوة المضطر ويكشف الضر، كما قال عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وهنالك أدعية تناسب المقام الذي أنتم فيه، بيناها في الفتوى رقم: 70670.

ثالثًا: الاستمرار في تحصين النفس بتلاوة القرآن، والمحافظة على الذكر، وخاصة أذكار الصباح والمساء، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالفرائض، واجتناب الذنوب والمعاصي، فإنها - أي: المعاصي - قد تكون من أسباب تسليط الشياطين على الإنسان.

رابعًا: الحرص على قراءة سورة البقرة في البيت، والاستمرار في ذلك، والصبر عليه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

خامسًا: إن تيسر بعد ذلك كله التخلص منهم، فالحمد لله، وإلا فابحثوا عن سبيل للانتقال لبيت آخر، فأنتم في سعة عن أن تعذبوا أنفسكم بالسكنى فيها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 73448.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني