الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع الغناء المحرم من طاعة الشيطان

السؤال

هل سماع الأغاني أثناء التمرين الرياضي يعتبر فيه طاعة أو استعانة بالشيطان -والعياذ بالله- أم إنه مجرد ذنب؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان أنواع الغناء، وحكم كل نوع، وذلك في الفتوى رقم: 987. ولا بد أن السائل يعني في سؤاله الغناء المحرم المصحوب بآلات اللهو والمعازف. وليس في هذا استعانة بالشيطان، وإن كان فيه طاعة له، ومعصية لله تعالى، شأنه شأن جميع الذنوب؛ لأن ارتكاب المحرمات عموما يكون فيه طاعة للشيطان.

قال ابن رجب في شرح حديث: ضرب الله مثلا صراطا مستقيما... : ليس هناك إلا أحد أمرين: إما الاستسلام لله والانقياد لطاعته وأوامره، وهو دين الإسلام الذي أمر الله تعالى به. وإما المعصية لله والمخالفة لأوامره، وذلك يستلزم طاعة الشيطان؛ لأن الشيطان يأمر بسلوك الطرق التي عن يمين الصراط وشماله، ويصد عن سلوك الصراط المستقيم، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} ... وهذا كما أن الكتب المنزلة والرسل المرسلة وأتباعهم يدعون إلى اتباع الصراط المستقيم، فالشيطان وأعوانه وأتباعه من الجن والإنس يدعون إلى بقية الطرق الخارجة عن الصراط المستقيم، كما قال تعالى: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين} والإسلام له: هو الاستسلام، والإذعان، والانقياد، والطاعة. اهـ.

وقال السعدي في تفسير قوله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ. أي: لا تطيعوه؟ وهذا التوبيخ، يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي، لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني