الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للزوج إجبار زوجته على الإنفاق

السؤال

والدتي تعمل ووالدي أيضا يعمل، ودخله كبير ولكنه لا ينفق على البيت، فهو يدفع ثمن الملابس ويجبر أمي على تحمل نفقات البيت الأخرى، ويريد أن يأخذ مرتبها ويلومها على هذا الصرف، وحجته أنه يريد أن يفعل شيئا للزمن وللأولاد، فما حكم الدين؟ وهل يجوز لأمي أخذ أموال منه دون أن يعلم أو أخذ بعض من أموال الزكاة التي يعطيها لكي تخرجها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد دل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن الرجل يجب عليه أن ينفق على زوجته وولده، فإن بخل بذلك جاز لزوجته أن تأخذ من ماله ما تنفق به على نفسها وولدها بالمعروف، ولا عبرة بكون الزوجة فقيرة أو غنية. لكن إن كانت الزوجة موسرة وقامت باختيارها فساعدت زوجها في مصاريف البيت رغبة منها في الأجر وكسبا لود زوجها، فلا شك أن ذلك أمر محمود. أما أن يكون الزوج هو الذي يجبرها على ذلك، فهذا ليس من حقه، لأن الزوجة لا يجب ذلك عليها شرعا، ولينظر في هذا الفتاوى التالية أرقامها: 31615، 19453، 32196. وما تذرع به هذا الرجل من أنه يريد ادخار المال لمصاعب الزمن في المستقبل، حجة في غاية الوهن، إذ كيف يدخر شيئا وأسرته بحاجة إليه في الحال؟! وبخصوص ما أشير إليه في السؤال بشأن الزكاة، فغير واضح، وعلى كل، فإن كان المقصود هو أن الزوجة تأخذ من زكاة زوجها للإنفاق على نفسها وولدها، فهذا لا يجوز، لأن الزكاة حق للفقراء وباقي في المصاريف، وليست ذات الزوج الغني وأولادها منهم، وكذلك إذا كان المراد أن تتولى إخراج الزكاة عنه من ماله إلى مستحقيها من غير أن يأذن لها الزوج بذلك، فلا يجوز أيضا ولا يجزئ. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني