الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يسوغ تأويل الرؤى بغير علم

السؤال

لدي أسئلة حول كيفية التعامل السليم، مع الرؤى المبشرة والمحذرة.
١- هل يجوز أن أؤول رؤيا زوجي في منامه، بناء على طلب منه؟ مع العلم أني إنسانة عادية، ليس لدي علم شرعي.
٢- إذا رأيت رؤيا تضرب لي مثلا، وتصرفت في الحقيقة بناء على الدرس، أو العبرة من الرؤيا. هل هذا جائز؟
لدي وسواس، أن أخشى أن يكون ذلك اتباعا لحلم لا للحق الذي يريد منا الله سبحانه وتعالى اتباعه. مثلا أن تقدم الرؤيا نصيحة معينة، وبعد مدة بسيطة أتعرض لموقف أستحضر فيه هذه الرؤيا؛ فأعمل بالنصيحة.
٣- إن كانت الرؤيا تحمل معلومة، مثلا أن ترى أخا أو أختا في ضيق في المنام، وهو لم يطلب منك المساعدة، وأنت تعرف أن هذا الشخص يستحي أن يطلب المال عند الضيق، والرؤيا كانت حافزا لتقديم صدقة. هل هذا يقدح في نية العمل؟
أخشى أن أعتمد على معلومات في الرؤيا؛ فأقع في الشرك، أو تضيع صحة العمل أو النية؟
أرجو توضيح الطريقة السليمة للتعامل مع الرؤى، التي تحث بطريقة غير مباشرة على اتخاذ موقف ما، أو القيام بعمل ما، في ظرف من الظروف.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة! فلا يصح التهاون في تأويلها بغير علم، حتى لقد نص بعض الفقهاء على حرمة ذلك لمن لا يعلم أصول التعبير. ولم يفرقوا بين حال طلب الرائي تعبيرها، وحال عدم طلبه. وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 38258، 357595، 111740.

وأما عمل الرائي نفسه بما فهمه من عبرة، أو نصيحة في الرؤيا التي رآها، فلا حرج في ذلك، ما دام موافقا للمقاصد الشرعية، كمساعدة محتاج، أو السؤال عن حاله، ونحو ذلك. وليس لذلك علاقة بالشرك، كما أنه لا يؤثر على نية العمل الصالح، أو صحته.

وفي هذا القدر كفاية لأصل السؤال، وأما التفصيل فليس هذا مجاله، ويمكن للسائلة أن ترجع لكتاب مختص في قضية الرؤى، ومن أجمع ما اطلعنا عليه كتاب (الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين) وهي رسالة الماجستير للدكتور سهل العتيبي، وهي متوفرة على الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني