الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحة الصلاة خلف أمثال هؤلاء الأئمة

السؤال

بسبب ظروف عملي، انتقلت للعيش في تركيا. وقد لاحظت أن أئمة المساجد خصوصاً، ومن تعلم من العامة قراءة القرآن الكريم عموماً، لاحظت أنهم يقرؤون حرف الضاد ( ظ ) تعمدا وليس خطأ، فيقرأ مثلا: ( غير المغضوب عليهم ولا الظالين ) ( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة ) ومن ذلك أيضا الوقوف الخاطئ ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز * يقطع القراءة ثم يكمل * عليه ما عنتم ) مثال آخر: ( تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام * يقطع القراءة ثم يكمل * هي حتى مطلع الفجر ) ( سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته * * حمالة الحطب ) وعندما نبهت الكثير منهم إلى هذه الأخطاء، قالوا هذه ليست أخطاء إنما هي قراءة خاصة بنا، وهي معتمدة لدى وزارة الأوقاف التركية.
وأحيطكم علماً بأن جميع أئمة المساجد في تركيا هم موظفون معينون من قبل وزارة الأوقاف، حيث تقوم الوزارة بتدريبهم وتعليمهم، ثم تعينهم كأئمة أو مؤذنين.
والسؤال هو: ما حكم الصلاة خلف مثل هؤلاء الأئمة بالنسبة لمن يتقن قراءة القرآن أفضل منهم، وبالنسبة لمن يكون أدنى منهم في القراءة؟ وهل يختلف الحكم فيما إذا كانت الصلاة سرية أو جهرية؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن المستبعد أن يتعمد الإمام المعين من جهة رسمية، تُعنى بتعليم الأئمة قراءة القرآن، أن يقرأ عمدا حرف الضاد ظاءً، أو أي خطإ آخر.

والذي يمكننا قوله باختصار: أنه إذا وجد من الأئمة من يقرأ الضاد ظاء، فإن الفقهاء اختلفوا في صحة صلاة من ينطق الضاد ظاء في الفاتحة، والمفتى به عندنا الصحة، وانظر الفتوى رقم: 299356، والفتوى رقم: 290377، والفتوى رقم: 31641.

ومن أراد الاحتياط فصلى في مسجد آخر، أو جماعة أخرى، فله ذلك، كما أن الوقف المشار إليه لا يترتب عليه بطلان الصلاة، فالصلاة خلف أولئك الأئمة المعينين من الدولة صحيحة، سواء صلى خلفهم من هو أتقن منهم، أو مثلهم، أو أقل إتقانا منهم، والصلاة صحيحة سواء كانت سرية أم جهرية.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني