الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المدمن على العادة السرية وخوفه من الزواج

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، كنت قد أدمنت منذ البلوغ على العادة السرية يوميا تقريبا، وكنت أصل لفعلها 7 مرات في كل ليلة، إلى أن يصبح المني ماء تقريبا، وأخلد إلى النوم.
أدمنتها منذ سن 13 إلى سن 17، خاصة أني كنت لا أصلي في ذلك الوقت. ومنذ أن أصبحت مداوما على الصلاة، نقصت من فعلها، إلى ثلاث مرات في الليلة، حتى أحس أن ركبتي تؤلماني.
في 7 سنوات الأخيرة قلت رغبتي الجنسية، وأصبحت لا أستثار إلا بالمواقع الإباحية –للأسف- أعلم أن ما أقوم به محرم، خاصة أني مواظب على صلاتي في المسجد. وقمت بعمرة سنة 2015، أحس أني منافق.
أريد الزواج، ومتخوف جدا أن أكون قد أصبحت عاجزا جنسيا، خاصة أنه أصبح عندي سرعة ثواني معدودة: 7 ثواني ويحصل قذف. والانتصاب الصباحي نادرا ما يحدث، ولا يحدث عندي انتصاب إلا عندما أتحاور مع خطيبتي، أو أقابلها، مع خروج الكثير من المذي، إلى أن أشعر بالخجل؛ لأن المذي يصبح ظاهرا على السروال.
كنت خاطبا، وصارحت خطيبتي السابقة بمشكلتي. وجدتها متفهمة وقابلة، خاصة أنها هي أيضا تمارس العادة السرية أحيانا، وتريد أن تعف نفسها، لم يكن سبب فسخ الخطبة هذا.
تعرفت مؤخرا على فتاة وذهبت إلى أهلها، وتحدثت معهم، أريد الارتباط بها والزواج، وفي نفس الوقت أخاف أن أكون قد أصبحت ضعيفا، أو عاجز جنسيا، وأظلمها معي، ولا أشبع رغبتها.
تحدثت إلى طبيب الكلى والمسالك البولية، وعنده معرفة بالأمور الجنسية، وقلت له مشاكلي، خاصة أن معدل هرمون التسترون ضعيف: 3,62 منذ سنة 2009، وأعالج حاليا الاضطراب في المسالك البولية بدواءين: cardox 1 mg قرص كل يوم، و ditropan 5 mg قرص كل يوم.
أفيدوني بارك الله فيكم: هل أصارح خطيبتي بمشاكلي التي أخاف منها، أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من تلك العادة المحرمة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه. ولمعرفة بعض ما يعينك على التوبة من هذه العادة الخبيثة، راجع الفتوى رقم: 23231، والفتوى رقم: 7170
وإذا صحت توبتك، فأبشر بالخير ولا تقلق، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدراً... اهـ.

فأقبل على الزواج ولا تتردد، وأحسن ظنك بربك، ودع عنك الوساوس والأوهام.
وإذا كان المرض الذي أصابك مرضا عارضا يزول -بإذن الله- بالعلاج، فلا يلزمك أن تخبر به خطيبتك. أمّا إذا كان قد أدى إلى فقد القدرة على الجماع أو الإنجاب، فيلزمك حينئذ أن تخبر به، وراجع الفتوى رقم: 373039
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني