الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموت بعرق الجبين ورؤية الميت في المنام في ثياب بيض مما يُستبشَر به

السؤال

والدي متوفى منذ عام، وقد توفي بداء الكبد، وفيروس c. حين توفي كان هناك عرق على جبينه، وظل يأتي لي ولأمي في المنام لمدة ثلاثة أشهر، بطريقة متواصلة. وكان يأتي في سن الشباب، وليس في السن الذي مات فيه، وقد مات وهو في عمر ستين عاما، وإنما كان يأتي لي بعمر خمسة وخمسين عاما مرة واحدة، وباقي الأحلام يأتي وهو في عز شبابه أي 30 عاما، ودائما بالثوب الأبيض، أو ملابسه المعتادة التي كنا نراه بها، وكان يضحك دائما.
هل هذا دليل على أنه مستريح في قبره، ونطمئن بأنه بخير؟ ولماذا لم يعد يأتي في الأحلام مرة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعال أن يغفر لأبيك ويرحمه. فما ذكرته مما يُستبشَر به عن حال الميت، فالموت بعرق الجبين من علامات حسن الخاتمة، كما سبق أن بيناه في عدة فتاوى، منها الفتويين التاليتين: 204919 ، 113554.
وكذلك رؤياه في المنام وعليه ثياب بيض من علامات الخير، فعن عائشة: أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار، لم يكن عليه ثياب بياض. رواه أحمد والترمذي. وقال الحافظ ابن كثير في السيرة النبوية: هذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلا. اهـ.
وأشار إلى ذلك الحافظ العراقي في طرح التثريب، ثم قال: وهو مرسل صحيح، رواه الزبير بن بكار هكذا. اهـ.
وكذلك قال الألباني في صحيح السيرة النبوية، ثم قال: وروى الحافظ أبو يعلى عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل؟ فقال: "قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس – وذكر السؤال عن زيد بن عمرو، وأبي طالب وخديجة، ثم قال: - إسناده حسن، ولبعضه شواهد في الصحيح. اهـ.
وأما السؤال الثاني عن سبب عدم إتيانه في المنام مرة أخرى؟ فلا علم لنا بذلك، وإنما ذكرنا ما نعلمه ورد في السنة مما يتعلق بسؤال السائل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني