الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: "إن الفتيات مثل الجراثيم لاختلاطهنّ بالرجال"

السؤال

هل يجوز قولي: "إن الفتيات مثل الجراثيم، أو الميكروبات؛ لاختلاطهن بالرجال"؟ أو قولي: "إن هذه الفتاة مثل الجراثيم، فاحذروها"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود هو بيان خطر تبرج النساء، وسوء أثره على الناس؛ فهذا المعنى حق، لكن العبارة بشعة ومستهجنة، وقد يفهم منها خلاف المقصود، فينبغي اجتنابها، والتعبير عن هذ المعنى بما ورد في النصوص، كما في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان.

قال في المرقاة: (استشرفها الشيطان)، أي: زينها في نظر الرجال، وقيل: أي: نظر إليها ليغويها، ويغوي به. اهــ.

وأخرج مسلم في صحيحه عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان.

قال القرطبي: أي: في صفته من الوسوسة، والتحريك للشهوة؛ بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية، والميل الطبيعي؛ وبذلك تدعو إلى الفتنة، التي هي أعظم من فتنة الشيطان؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء)). اهـ.

وقال النووي في شرحه: قال العلماء: معناه: الإشارة إلى الهوى، والدعاء إلى الفتنة بها؛ لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء، والالتذاذ بنظرهن، وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته، وتزيينه له.

ويستنبط من هذا: أنه ينبغي لها أن لا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها، والإعراض عنها مطلقًا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني