الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح للمرأة العمل برأيها في مسائل الحيض؟

السؤال

قرأت في موقعكم الكثير من الفتاوى عن الفرق بين الحيض والاستحاضة، ولكني لا زلت في شك من أمري: أنا الآن في اليوم 13 أو 14 من الحيض. ولكن قبل يومين ميزت بأن هذا ليس حيضا، وتطهرت، مع أنه ينزل بغزارة قليلا، ولكني شعرت بفرق، وهو أن دم الحيض أثخن، وله رائحة قوية، ولونه أغمق، ولكن ما كان مني ِشعرت بأنه أكثر سيولة، أي ليس بثخين ولونه أحمر، ولكن ليس بفاتح، وله رائحة، ولكنها ليست قوية.
شعرت بأنه ليس دم حيض، فبدأت بالصلاة قبل يومين فقط، الحيضتان الماضيتان كانتا لمدة عشرة أيام، وجاءتا في نفس التاريخ تقريباً.
في الأيام الخمسة الأولى ينزل دم خفيف، وفي الأيام الخمسة الأخيرة تنزل بغزارة (مع العلم أن حيضتي ليس منتظمة كثيراً، ولكنها لا تتجاوز سبعة أيام في هذه السنة).
فهل ما فعلته صحيح؟ وأخاف أن أكون قد حضت اليوم، ولم أتطهر؛ لأنها بدأت تقل، لم أستطع الأخذ بقول 15 يوماً؛ لأنني أشعر كثيراً بأن هذا ليس دم حيض، ولكن أخاف أن أكون قد ميزت بشكل خاطئ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نفتي به هو أن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، وكل دم تراه المرأة في هذه المدة فإنه يعد حيضا، ولا يكون استحاضة حتى يتجاوز الدم أكثر الحيض. وليس للمرأة أن تعمل بالتمييز، أو ترجع إلى العادة إذا زاد الدم عن عادتها حتى يتجاوز خمسة عشر يوما، فيتبين أنها مستحاضة، وانظري الفتوى رقم: 118286.

وبه، يتبين لك أن ما فعلته مخالف لما نفتي به، وأنه يجب عليك أن تنتظري، وتعدي هذا الدم جميعه حيضا، حتى يتجاوز مجموع أيامه وما يتخلله من نقاء خمسة عشر يوما؛ فيتبين حينئذ أنك مستحاضة.

وليس لك أن تعملي بمجرد رأيك في مثل هذه المسائل، بل يجب عليك أن تسألي من تثقين بعلمه وورعه، ثم تقلدينه فيما يفتيك به، ولو أفتاك من تثقين به بخلاف ما نفتي به، فلا حرج عليك في تقليده، وانظري الفتوى رقم: 169801. ولكن ليس لك أن تعملي بمجرد الاختيار والتشهي، دون الرجوع إلى أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني