الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا مات الأب غير راض عن الابن مع رضى الأم عنه

السؤال

إذا تعارض الحصول على رضى الأب مع رضى الأم، فأيهما أولى بالحصول عليه؟ وإذا مات الأب غير راض عن الابن مع رضى الأم عنه، فما موقفه يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الولد أن يجمع بين برّ أبويه وطاعتهما في المعروف، ولا يخص أحدهما بالبر دون الآخر، لكن إذا تعارض برّ الأمّ مع برّ الأب من كل وجه بحيث لا يمكن الجمع بينهما، ففي هذه الحال يقدم برّ الأمّ عند جمهور العلماء، وراجع الفتوى رقم: 382297.

وإذا قام الولد بما يجب عليه تجاه والده من البرّ، والإحسان، ثم مات الأب ساخطًا عليه بغير حقّ، فلا حرج على الولد حينئذ.

أمّا إذا مات الوالد ساخطًا على ولده بحقّ، فهو على خطر، والواجب على الولد حينئذ أن يتوب إلى الله تعالى مما وقع فيه من العقوق، ويتدارك ما فرّط فيه من البر بالدعاء، والاستغفار له، والصدقة عنه، وصلة الرحم من جهته، وإكرام أصدقائه، قال النووي -رحمه الله- في فتاويه: ... ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يُكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبان إِكرامَه؛ من صديق لهما، ونحوه، وأن يصلَ رَحِمَهما، وأن يقضي دَيْنهما، أو ما تيسر له من ذلك. اهـ. وانظر الفتوى رقم: 18806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني