الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من اغتسلت من الدورة ولم تتذكر النية إلا بعد الانتهاء

السؤال

من فضلكم لدي سؤالان:
- منذ ثمان سنوات تقريبا، أذكر أني كنت حائضا، وعندما طهرت وأردت الاغتسال، لم أتذكر أثناءه أن أعزم النية وأغتسل من الحيض. وتذكرت ذلك فقط عند خروجي من الحمام. وحاليا لم أتذكر هل قمت بإعادة الاغتسال بالنية أم لا، وإن كانت الصلاة التي صليتها بعدها باطلة. فهل علي إعادتها؟
- منذ سنوات، عندما كنت في سن ١٤ أي قبل البلوغ، قام ولد بإعطائي أجندة (دفتر مذكرات) على أساس أن أعيدها له، ولكني لم أعدها له. مؤخرا قمت بالتصدق بها.
فهل عملي صحيح وإلا فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا عبرة بهذا الشك؛ لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها، لا يؤثر في صحتها.

قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: قطع نية العبادة بعد فعلها لا يؤثر، وكذلك الشك بعد الفراغ من العبادة، سواء شككت في النية، أو في أجزاء العبادة، فلا يؤثر إلا مع اليقين. اهـ.

وبناء على ما سبق, فإذا كانت السائلة قد شكت في حصول نية الغسل بعد الفراغ منه, فإن غسلها مجزئ, ولا تلزمها إعادة الغسل ولا الصلاة.

مع التنبيه على أن النية أمرها سهل, فمحلها القلب، فيكفي مجرد العزم على الفعل, ولا داعي للتلفظ بها, وراجعي في ذلك الفتوى: 172651

أما التصدق بالدفتر عن مالكه, فهو صواب إذا كان لا يمكن ايصال الدفتر إليه. أما إن أمكن، فلا يصح. فإما أن تعيدي الدفتر إليه. أو تستأذنيه في الصدقة، أو تدفعي إليه قيمته، ويكون أجر الصدقة لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني