الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرحم المؤذي تجب صلته بالكيفية التي لا يتحقق بها الأذى

السؤال

لا أتواصل مع الكثير من أقاربي، وقررت وصل رحمي، ولكن مشكلتي مع خالتي فقط، فأنا على علم ويقين أني إذا تواصلت معها، أو حتى مع أبنائها، فسوف تسبب لي الكثير من المشاكل، ولو باتصال هاتفي، فهل عدم تواصلي معها في هذه الحالة يعد حرامًا؟ وهل أولادها أيضًا يعدون من الرحم الواجب صلتها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالرحم تجب صلتها، وتحرم قطيعتها، كما ثبت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وقد أوردنا هذه النصوص في الفتوى: 116567.

وقد اختلف العلماء في ضابط الرحم التي تجب صلتها، وقد ضمنا أقوالهم الفتوى: 11449، ورجحنا أن الرحم التي تجب صلتها هي الرحم المحرم، وأن الرحم غير المحرم، تستحب صلتها، ولا تجب.

وبناء عليه؛ فخالتك صلتها واجبة، لكن لا تجب عليك صلة أبناء خالتك.

والخالة بمنزلة الأم، والغالب فيها الشفقة على أبناء أختها، ومعاملتها لهم كأبنائها، فمن الغريب أن يكون تواصلك معها سببًا لشيء من المشاكل.

وعلى كل؛ فالرحم المؤذي تجب صلته بالكيفية التي لا يتحقق بها الأذى، ولمعرفة التفصيل في ذلك راجع الفتوى: 348340.

وننبه إلى أنه لا يليق أن يكون القرابات، وذوو الأرحام على مثل هذه القطيعة، والتدابر، ففي ذلك نوع من خسران الدنيا والآخرة.

فننصح بانتداب الصالحين والفضلاء؛ للسعي في الإصلاح، فذلك من أجل الطاعات، وأفضل القربات، كما هو مبين في الفتوى: 110977.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني