الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجدت هاتفا تعرف صاحبه واحتفظت به لنفسها سنة وندمت.. الحكم.. والواجب

السؤال

صديقة لي منذ حوالي سنة، وجدت هاتفا له قيمة كبيرة. ولكن الشيطان وسوس لها ولعائلتها، واحتفظت به، مع أنهم يعلمون صاحبه. وهي الآن نادمة، ولكن كيف ترده؟ ولو علم أهلها فسينالون منها بالاستهزاء والملامة.
وأيضا كيف ترده للشخص بدون أن يشك فيها، أو يعلم؟ هي تريد أن ترده بدون أن يعلم أحد وتحاول. هل ما تفعله هو الصواب، أم تتصدق بثمنه عن هذا الشخص؟
أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على صديقتك هذه أن تتوب إلى الله من الخيانة، والاعتداء على أموال الناس. فقد كان يجب عليها رد هذا الهاتف الملتقط إلى صاحبه ما دام معروفا. وإمساكه بعد ذلك، له حكم الغصب، فيجب ضمانه مطلقا، بل تجب أجرة استعمال مثله لهذه المدة كلها إلى أن ترده إليه، وراجعي في ذلك الفتاوى: 194931، 112514، 151451.

والمقصود أن رد الهاتف لصاحبه، وضمان منافعه، أمر لازم لا بد منه، فيجب مع رده رد أجرة مثله؛ لطول مدة الغصب. ولا يجزئ التصدق بذلك، ما دام صاحبه معروفا، ويمكن الوصول إليه.

وأما طريقة القيام بذلك دون أن يعلم أحد، فهذا يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، ولا يعدم المرء اللبيب، طريقة لإيصال الحق لصاحبه دون أن تُعرف التفاصيل. والذي يخصنا نحن هو بيان الحكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني