الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كانت مداواة عيسى عليه السلام للمرضى مشروطة؟

السؤال

سؤالي هو: هل كان نبيّ الله عيسى عليه السّلام، يشترط على الأكمه أو الأبرص عندما يبرئه بإذن الله؟
هل كان يشترط دخول ذلك الأكمه أو الأبرص في الإسلام، أم لا يشترط ذلك؟
وما هي الحكمة من اشتراطه إن اشترطه؟ وما الحكمة من عدم اشتراطه، إن لم يكن يشترطه؟
وشكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي وقفنا عليه في هذه المسألة، هو أثر منسوب لوهب بن منبه.

قال الخازن في تفسيره: وقال وهب: ربما اجتمع على عيسى عليه السلام من المرضى في اليوم الواحد نحو خمسين ألفا، فمن أطاق أن يمشي إليه مشى، ومن لم يطق مشى عيسى عليه السلام، إليه, وكان يداويهم بالدعاء، على شرط الإيمان برسالته. انتهى.

وفي تفسير البغوي: قال وهب: ربما اجتمع على عيسى عليه السلام من المرضى في اليوم الواحد خمسون ألفا، من أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يطق مشى إليه عيسى، وكان يداويهم بالدعاء على شرط الإيمان. انتهى.

ولم نقف على من نبّه على الحكمة من كون عيسى عليه الصلاة والسلام، كان يشترط على المرضى الدخول في الإسلام. ولكنها واضحة ـ والله تعالى أعلم ـ وهي أن مهمة عيسى عليه الصلاة, والسلام, وغيره من الرسل، هي إنقاذ الناس من النار، وانتشالهم من مستنقع الشرك، بدعوتهم إلى توحيد الله تعالى، والدخول في دين الإسلام. كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {الأنبياء:25}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني