الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك"، بهذا الحديث أبدأ، فأنا شاب في الثلاثين من عمري، ملتزم دينيًّا -والحمد لله-، وذو أخلاق حسنة، أبحث عن فتاة صالحة، تعينني على أمور ديني ودنياي، وأنا أعمل -والحمد لله-، ومعظم همي الآن هو أن أحقق أمنية والدي في تملك منزل.
مؤخرًا تعلقت بصفة غريبة بفتاة ذات أخلاق ودين، لكن المشكلة أنني لا أعرف عنها شيئًا أبدًا، فأنا أراها كل يوم خميس في الحافلة على مدى تسعة أشهر، ولم أكلمها، أو أسألها عن شيء، وكل ما في الأمر أني أراقبها، وأنا أراها زوجة المستقبل، فكل شيء فيها يدل على صلاحها، وأحاول قدر المستطاع تجنب النظر إليها، أو حتى التفكير فيها، فأنا إنسان متعفف أكثر من اللازم، وخجول في الأمور التي تتعلق بالفتيات والزواج، فماذا أفعل للوصول إليها على سنة الله ورسوله؟ فأنا أفكر في التوجه لها ومفاتحتها بالموضوع، لكني أخاف من أن أحرجها، ولا أعرف هل هي مرتبطة أم لا، ولا أعرف أحدًا من أقاربها للتحدث معه، وفكرت بكتابة رسالة وإرسالها مع إحدى النساء الكبار ممن ينزلن معها في المحطة التي تقف فيها، فهل من طريقة شرعية يمكنني بها خطبة هذه الفتاة دون أن أحرجها، أو أظلم أهلها بالحديث معها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تطلب من إحدى محارمك -كأمك، أو أختك- أن تكلم هذه الفتاة، وتتعرف إليها، وتعرف طريق أهلها، وتسأل عنها، فإن وجدتها صالحة، فاذهب إلى أهلها واخطبها.

وإذا لم يكن بالإمكان قيام إحدى محارمك بهذا الأمر، فابحث عن امرأة كبيرة في السن تقدر على ذلك.

فإن لم تجد، فلا مانع من قيامك بمكالمة الفتاة، وسؤالها؛ بشرط مراعاة ضوابط الشرع وآدابه، جاء في البيان في مذهب الإمام الشافعي للعمراني -رحمه الله-: يجوز أن تخطب المرأة إلى نفسها، وإن كان لها أولياء. اهـ.

فإن لم يتيسر لك الزواج منها، فانصرف عنها، وابحث عن غيرها من الصالحات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني