الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من لم تصم جاهلة أنها بلغت

السؤال

لقد تذكرت مؤخرا فقط أنني لم أصم 15 يوما على أقصى تقدير، من أول رمضان لي وأنا بالغة. فقد جاءتني الدورة قبل رمضان ذلك بأشهر ونزل الطمث لمرة واحدة، في يوم واحد فقط، ثم اختفت. وجاءت مرة أخرى في منتصف رمضان -على ما أذكر- واستمرت ستة أيام. وعندما اغتسلت، أكملت صيام ما بقي منه، ولكني بعد ذلك قضيت فقط أيام الدورة، ولم أقض الخمسة عشر يوما تلك، علما أنني لم أصمها جهلا مني بأني قد بلغت أصلا (وشيء آخر: لقد حدث معي عندما كنت في الثامنة نزول لقطرات دم، وذهبت للطبيب، وتبين أنه لا علاقة لها بالدورة بل بشيء آخر، وتم إجراء عملية لي بسبب ذلك).
وسؤالي هو: كيف أقضي تلك الأيام الآن، وقد تذكرتها بعد مرور سنوات؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما رأيته وأنت في الثامنة، فليس حيضا؛ لأن أقل سن الحيض هي تسع سنين.

وأما ما رأيته قبل رمضان من دم لم تبلغ مدته يوما وليلة -كما ذكرت- فليس حيضا كذلك عند الجمهور؛ لأن أقل الحيض عندهم يوم وليلة، خلافا للمالكية الذين يرون أن أقل الحيض دفعة.

وعلى قول الجمهور، فإن أول مرة أتاك فيها الحيض المعتبر، هي ما رأيته في نصف رمضان.

وعليه؛ فلا يلزمك قضاء شيء من الأيام، وعلى قول المالكية والذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أن الحيض لا حد لأقله. فإن ما رأيته قبل رمضان يعد حيضا، ومن ثم فيلزمك قضاء هذه الأيام.

فعليك أن تبادري بذلك قبل أن يدخل رمضان القادم، والذي نفتي به هو قول الجمهور، وقول المالكية أحوط وأبرأ للذمة، وانظري الفتوى: 155737.

والعامي يقلد من يثق به من أهل العلم، وتنظر لذلك الفتوى: 169801.

وإذا اخترت قضاء تلك الأيام احتياطا، فلا فدية عليك لتأخير القضاء لجهلك بالحكم، وانظري الفتوى: 123312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني