الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اغتراب الزوج لفترة طويلة... المشكلة والعلاج

السؤال

أنا متزوجة منذ عشر سنوات، وبعد زواجي بثلاثة أشهر سافر زوجي، ولم يأت لمدة خمس سنوات متتالية. ثم بعد الإلحاح عليه جاء لمدة خمسة أشهر، وكان الحمل الثاني، ثم سافر مرة أخرى، ولم ينزل حتى الآن منذ خمس سنوات أيضا. لا أعرف ظروفه في الخارج، وظل يؤجل النزول، ويقول عندي ظروف.
طلبت منه السفر معه، أو النزول والاستقرار في البلاد. ودائما يقول حاضر، ولا ينفذ. وأنا واثقة أنه لن يتغير، وسوف يظل هكذا طوال حياته.
السؤال: هل أظل هكذا أعيش بهذه الطريقة، وأتحمل مسؤولية الأولاد، فأنا لم أظل مع زوجي سوى (8) أشهر خلال عشر سنوات من الزواج، أم الأفضل لي الانفصال، وفي كل الأحوال أنا التي أتحمل المسؤولية، فهو لم ير ابنه الأول إلا شهورا بسيطة، وابنه الثاني لم يره حتى الآن.
أنا مذبذبة بين الاستمرار في الزواج، أو الانفصال خوفا على نفسية أولادي من الانفصال.
ماذا أفعل هل أنفصل، أم أستمر؟
وجزاكم الله عز وجل خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن من حقك كزوجة أن لا يغيب زوجك عنك أكثر من ستة أشهر، إلا بإذنك، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 22429.

وقد أوضحنا فيها أيضا أن لك الحق في طلب الطلاق، إن طلبت قدومه فلم يرجع. والضرر البين أيضا من مسوغات طلب الزوجة الطلاق؛ كما ذكر الفقهاء، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 37112.
ولكن هذا لا يعني أن تعجل الزوجة إلى الطلاق، فقد لا يكون هو الحل، خاصة وأن الله عز وجل قد رزقكما ولدين، فقد يكون للطلاق آثاره السيئة عليهما.

فننصحك بالتفاهم مع زوجك، ومحاولة إقناعه بالعودة للإقامة معكم، أو استقدامكم للإقامة معه إن أمكن، ولا تلجئي للطلاق إلا إذا ترجحت لك مصلحته.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني