الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغير المفاجئ في معاملة الوالدين لولدهما

السؤال

في الآونة الأخيرة خلال أقل من شهر، حصلت لي مشاكل مع أهلي، وقد اشتعلت من مشكلة صغيرة جدًّا، لا يُلقّى لها بال، حتى إن الوضع أصبح فيه كره، وجفاء غير طبيعي في البيت، من قبل والديّ لي، وأصبحت لا أقدر على رؤية أحد منهم، وأصبحت أخاف من رؤية أبي، وأشعر أنه وحش يريد قتلي أحيانًا.
بدأ أبي يعاملني بالعنف الجسدي، والشتم، ويتلفظ بعبارات نابية، وأمّي أصبحت كذلك فجأة بعد أن كانت تدافع عني، وحاولتُ أن أخبر جدّي بالقصة لعله يحلها، لكن دون جدوى.
خسرت تعليمي في الجامعة؛ بسبب منع أبي لي من الذهاب إليها، ولا أقدر على تناول الطعام إلا على فترات متباعدة، ووالداي كانا سندين في الحياة، وحنونين جدًّا عليّ، يطمئنّان دائمًا عليّ، ويهاتفانني يوميًّا عندما كنت في الجامعة، وتغيرا اليوم كليًّا، وحاولتُ مرارًا وتكرارًا إصلاح الأمور معهما بالكلمة الطبية، لكني كنت أقابل بالرفض، والصراخ، وقد تعبتُ، وأصبحتُ أشك أنه مس، ونتيجة لسحر تفريق، فأتمنى أن تساعدوني، وإذا كان سحرًا، فكيف لي أن أبطله، وأن تعود العلاقات حميمة طيبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن ما ذكرته أمر غير عادي، ومدعاة للعجب؛ لأن الغالب في الوالدين الشفقة على الأولاد، وخاصة الإناث منهم.

وإننا نوصيك بجملة أمور:

أولًا: الصبر عليهما، فهذا نوع من البلاء العظيم، الذي ينبغي أن تتسلحي فيه بالصبر، وتكون لك بعده العاقبة الحميدة -بإذن الله-، وراجعي في فضل الصبر الفتوى: 18103.

وكوني على حذر من أن يستفزك الشيطان إلى التقصير في بِرهما، أو الوقوع في عقوقهما، فهما والداك مهما حصل منهما من ظلم، أو تقصير؛ فذلك لا يسقط وجوب بِرهما بحال، كما سبق بيانه في الفتوى: 370030.

ثانيًا: عليك بالدعاء، والالتجاء بخشوع، وتضرع إلى رب الأرض والسماء، فهو السميع القريب، مجيب دعوة المضطر، والذي يكشف الضر، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال أيضًا: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وانظري للمزيد الفتوى: 71758، وهي بعنوان: شروط الدعاء وأسباب الإجابة وموانعها.

ثالثًا: التمسي أسباب هذا التغير، فإن حدث منك تصرف استفزهما، أو أساءا فهمه، فبادري للاعتذار، والتوضيح، واسعي في سبيل الإصلاح، واستعيني ببعض المقربين إليهما من أقاربك، أو غيرهم، فعسى أن يوفق الله عز وجل، فتنجح هذه المساعي.

رابعًا: إن لم يظهر لك شيء من الأسباب العادية، فلا يبعد أن يكون هنالك شيء غير عادي -من السحر، أو العين، ونحوهما-، وسبيل العلاج حينئذ هو: الرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتاوى: 7967، 5252، 4310.

وللمزيد: يمكنك مراسلة قسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php

نسأل الله تعالى لنا ولك العافية، والسلامة من كل بلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني