الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج المرأة وهي تنوي الرجوع لزوجها الأول

السؤال

أرجوكم أفيدونا: طُلِّقت ثلاث طلقات متفرقات، وانتهيت من عِدّتي، وتقدم لي الآن شخص هو أقلّ مني تعليمًا - فهو تعليم متوسط، وأنا مؤهل عالٍ-، ولكنه حافظ بعضَ أجزاء القرآن، وعلى قدر من الثقافة، وأفكّر في الموافقة عليه، وأفكّر أن ذلك سيكون سببًا لرجوعي لزوجي الأول، إن لم أكمل معه، ولديّ بعض الألم عند الجماع، دون سبب عضوي، وقد أجريت فحوصات كثيرة فترةَ زواجي -عامين ونصف-، ولكن دون جدوى، وزوجي كان متفهمًا الأمر، ولكني لن أستطيع إخبار من تقدّم لي عن هذا الأمر، خصوصًا أنه ليس له سبب مرضي، فماذا أفعل: هل أوافق على من تقدم لي، دون إخباره عن الألم الذي لديّ، وربما يكون سببًا ساقه الله لرجوعي لزوجي الأول، الذي ما زال في قلبي، ولن يخرج منه؟ وهل التفكير أو نية الرجوع للزوج الأول، إن لم يستمر الزواج، بمنزلة التحليل؟ فأنا من يفكر في هذا الأمر فقط؛ لأني متعلقة به جدًّا، فربي مقلّب القلوب، زرع حبه في قلبي، ولا أستطيع إخراجه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل يريد زواجك زواج رغبة، لا زواج تحليل؛ فلا حرج عليك في قبوله.

ولا يلزمك أن تخبريه بالألم الذي يصيبك عند الجماع.

ولا يضرك ما يدور في نفسك بخصوص الرجوع للزوج الأول، فالعبرة بصحة العقد، ونية الزوج، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ونية المرأة ليس بشيء، إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله المحلل، والمحلل له. ولأن العقد إنما يبطل بنية الزوج؛ لأنه الذي إليه المفارقة والإمساك. أما المرأة، فلا تملك رفع العقد، فوجود نيتها وعدمها سواء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني