الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 31 عامًا، وعدت فتاة بالزواج، ولم أقم معها أي علاقة غير شرعية، وهي فتاة متدينة عفيفة، وكنا مجرد رفقاء في الدراسة، ولكن طلبي قوبل بالرفض من أهلي؛ لأنها مطلقة، ولها طفل عمره ثلاث سنوات، فما الحكم إذا لم أفِ لها بهذا الوعد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالوفاء بالوعد مستحب، وليس بواجب، على الراجح من أقوال الفقهاء، إلا أنه لا ينبغي إخلافه لغير عذر، وراجع الفتوى: 17057.

فلا إثم عليك إن رغبت عن الزواج منها.

ولو أمكنك إقناع أهلك بالموافقة على زواجك منها، فهو أمر حسن، وإلا فدعها، وابحث عن غيرها، فلعل الله عز وجل يبدلك من هي خير منها، ويبدلها من هو خير منك.

ولا بأس بأن تساعدها في البحث عن رجل صالح يتزوجها، فهذه إعانة على الخير، وقربة من القربات، تجد ذخرها عند رب العالمين سبحانه، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه... الحديث.

وننبه إلى أن كون المرأة مطلّقة، أو ذات أولاد، ليس مانعًا شرعًا من الزواج منها، فيكفي أن تكون ديّنة مستقيمة، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدِّين، تربت يداك. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني