الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن للساحر جعل المرأة تقيم علاقة معه؟

السؤال

أعيش في دولة أجنبية، وطلب مني رجل يعمل معي إقامة علاقة غير شرعية؛ فرفضت ذلك، والمشكلة أنه يعمل السحر، وأنا خائفة من أن يعمل لي عملًا؛ لجعلي أقيم معه العلاقة، فهل هذا ممكن الحدوث؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت صنعًا حين رفضت إقامة علاقة غير شرعية مع هذا الرجل، فجزاك الله خيرًا، وهذا شأن المؤمنة، تعلم أنه لا يجوز للمرأة المسلمة إقامة علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها، وشعارها السمع، والطاعة لله، ولرسوله، قال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور:51}.

وقولك: (هل هذا ممكن الحدوث؟) إن كنت تعنين به السحر، وتأثيره، فنعم، فقد دلت نصوص الكتاب، والسنة على أن السحر موجود حقيقة، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى: 5856، ولكن لا يلزم من ذلك أن يصيبك هذا الرجل بهذا السحر، فقد يسعى في ذلك، ويفشل، فالأمر كله لله، قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ{البقرة:102}.

فالتجئي إلى ربك، وسليه العافية، وحصّني نفسك بتلاوة القرآن، والأذكار، والأدعية، وللمزيد انظري الفتوى: 80694.

بقي أن ننبهك إلى عدة أمور:

الأول: إن لم تكن بك ضرورة للعمل في هذا المكان، فاتركيه، وابحثي عن غيره، وراجعي الفتوى: 3859، ففيها بعض ضوابط عمل المرأة.

الثاني: أن الإقامة في بلاد الكفر مظنة لأسباب الفتنة، فإن لم تكن بك ضرورة، أو حاجة شديدة للبقاء هنالك، فهاجري إلى بلد مسلم، تأمنين فيه على دِينك، وعرضك.

الثالث: يبدو أنك غير متزوجة، فإذا كان الأمر كذلك، فاجتهدي في البحث عن سبيل للزواج، واستعيني في ذلك بالثقات من إخوانك المسلمين، ويجوز للمرأة شرعًا البحث عن الأزواج، وكذا عرض نفسها على من ترغب فيه زوجًا، كما بيناه في الفتوى: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني