الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بغرض الحصول على الإقامة ثم التطليق

السؤال

أخي مقيم بطريقة غير شرعية في فرنسا، وبسبب بعض الضغوط تسرع وظلم نفسه بأن تزوج زواجا أبيض؛ للحصول على أوراق الإقامة. والتي تسمح له بالعمل، وقد حصل حاليا على ورقة الإقامة المؤقتة في انتظار ورقة إقامة عام، بعد بضعة أيام -إن شاء الله- وبعدها سيتقدم لطلب ورقة إقامة 10 سنوات.
وهو الآن نادم، ويظن أن ما سيترتب عنه مثل الراتب أو الأجر الذي سيحصل عليه بعد العمل ومعيشته، كل ذلك سيكون حراما؛ لأن منبته حرام. ويريد التخلص من هذا الزواج قبل أن يحصل على ورقة الإقامة 10 سنوات؛ ليتخلص من الحرام ويحلل معيشته.
لذلك قرر أن يطلقها في أقرب وقت ممكن، قبل أن يحصل على إقامة 10 سنوات.
يعمل في هذا العام فقط لكي يستطيع الدفع للمرأة التي تزوج بها، يزور بلاده ثم يعود لفرنسا قبل أن تنتهي ورقة العام؛ ليصبح مقيما غير شرعي كما كان قبل أن يتزوج.
السؤال: هل ينفذ ما قرره ليطمئن قلبه، ويثبت ندمه لله، وهل تخليه عن الإقامة 10 سنوات لا معنى له؛ لأن الزواج قد وقع وانتهى. وحصوله على الورقة حلال له وليس حراما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الزواج الذي تم زواجا مستوفي الشروط والأركان، ولم يتفق فيه على أن يكون مؤقتا بزمن، وإنما كانت نية الزوج وغرضه منه الحصول على الأوراق، ثم يطلق بعد ذلك، فهذه النية وهذا الغرض لا يؤثر في صحة الزواج ومشروعيته، فيما ذهب إليه جمهور أهل العلم.

وعليه؛ فإن كان الزواج المذكور كذلك، فهو زواج صحيح، ولا يلزمه أن يطلقها لا قبل تقديم الأوراق ولا بعدها.

ولا يؤثر ذلك أيضا في عمله وما يكسبه منه إذا كان عملا مباحا، ويؤديه على الوجه المطلوب. وللفائدة، انظر الفتويين: 56997/ 1766

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني